حملة ثقافة المحبة والسلام
24 Nov
قصص ملهمة من حملة المحبة والسلام: شاب من ذوي الاحتياجات الخاصة… محبة صنعت طريقاً إلى السلام والإنجاز

خاص بمنصة مبادرة حملة ثقافة المحبة والسلام المشتركة بين دار الكتب والوثائق ومجلة سماء الأمير الإلكترونية الرقمية 

في إطار حملة ثقافة المحبة والسلام التي تُعلي من شأن القيم الإنسانية الدافئة وتُعزّز الإيمان بقدرة المحبة على تغيير الواقع، تبرز قصة المهندس الشاب حسين ياس مثالاً مضيئاً على أن محبة الأهل هي أول بذرة للسلام في حياة الإنسان، وهي القوة التي تُنبت الإرادة وتُهيّئ للدراسة والعمل والحياة الكريمة، حتى وسط أقسى التحديات. تبدأ حكاية حسين منذ سنته الأولى، حين اكتشف أهله إصابته بضمور العضلات والعظام. وبرغم الصدمة والخوف، اختار والداه طريقاً واحداً: طريق المحبة التي لا تستسلم. وعندما رفض مدير المدرسة تسجيله، بحجة الخشية عليه من مشاكسات التلاميذ، لم يقبل والده بأن يكون حرمان ابنه من التعليم هو “الحلّ الأسهل”. ذهب إلى المدرسة، واجه الموقف بشجاعة، وأصر على منحه حقه في التعليم، فاتحًا أمامه أول أبواب الكرامة والسلام النفسي. ومع تقدّمه في الصفوف، كانت الطريق تزداد صعوبة، لكن كان هناك دائماً قلبان يسندان خطاه. في المرحلة المتوسطة، ومع اعتماده على العكازتين ثم الكرسي المتحرك، كان والده ينتظره يومياً ليقله من المدرسة، حاملاً عنه ثقل المسافة وثقل الحياة. وحين أصبح الانتقال بين الصف والباب الخارجي يستغرق 10 إلى 15 دقيقة، كان الوالد هو الامتداد الطبيعي لخطوة الابن وإصراره. كبر حسين، وكبرت معه إرادته. قُبل في كلية الهندسة – الجامعة المستنصرية، ورغم نصائح بنقله إلى كلية أسهل، رفض والده أن يُحدَّ طموحه، ووقف معه في مواجهة صعوبات المختبرات والرسم على البورد، حتى وفّر له ما يناسب حالته. وفي المرحلة الثانية، توفي والده… وتكسّر في نفسه السند الأول، لكنه لم يسمح للحزن أن يطفئ ما زرعته تلك المحبة العميقة في قلبه. واصل، وتفوّق، وتخرج، ومارس اختصاصه في مؤسسات الدولة والمكاتب الهندسية. كانت المحبة، منذ البداية، هي السلام الذي مشى عليه حسين بدل ساقيه، وهي القوة التي جعلته يشعر بأنه قادر، وأنه ليس وحده. 

وتتزين سيرته اليوم بالإنجازات: 

– بكالوريوس هندسة ميكانيك – جامعة واسط 

– يعمل منذ 2020 مهندساً في الدولة 

– خبرة في المكاتب الهندسية 

– عضو نقابة المهندسين – فرع واسط 

– جائزة أفضل شاب مثابر في محافظة واسط – 2018 

– شهادات تقديرية من دار الكتب والوثائق ونقابة المهندسين ومركز رعاية الشباب وإعدادية دجلة 

– شهادتا تميّز من شبكة الملهمة سماء الأمير ـ الحياة لوحة رسم 

رسالة الحملة

 من خلال قصة حسين، تؤكد حملة ثقافة المحبة والسلام أن المحبة ليست شعوراً عابراً، بل مسؤولية وصناعة وقرار. وهي حين تُوجَّه نحو الأبناء، ولاسيما من ذوي الاحتياجات الخاصة، تصبح جسرًا نحو التعليم والاعتماد على الذات والانخراط في المجتمع، وتمنحهم القدرة على عيش حياة آمنة وكريمة ومليئة بالسلام. إن السلام يبدأ من البيت… من يدٍ تمسك بيد، ومن قلبٍ يفتح الطريق لأحلام لا يستطيع الجسد وحده حملها. 

المصدر الأصلي: منصة مبادرة حملة ثقافة المحبة والسلام المشتركة بين دار الكتب والوثائق ومجلة سماء الأمير الإلكترونية الرقمية

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة