19 Apr
19Apr

مجلة سماء الأمير ـ خاص:

عرضت إحدى قنوات التلفاز، شخصا عراقيا قارب الستين من عمره، هذا الشخص معجزة حقا، فهو فقد بصرهُ (عينيه) في العشرين من عمره، وتحوّل من رؤية العين إلى رؤية البصيرة، ومن المفارقات الرائعة أن هذا الرجل الضرير حوَّل فقدانه لعينيه إلى منجز مهم لصالحه، لقد اعتمد على بصيرته بشكل تام، وأتقن مهنةً تحتاج إلى دقة رؤية عالية، إنه يعمل (منذ أنْ فقد عينيْه) في تصليح الأجهزة الكهربائية والإلكترونية الدقيقة!!

لقد عرضت القناة الفضائية مكان عمله، وهو عبارة عن محل صغير فيه طاولة، عليها عُدد يدوية وكهربائية وإلكترونية، يستعين بها على تصليح العاطل من الأجهزة التي يأتي بها الزبائن له، كي يقوم بتصليحها، كل الأجهزة دقيقة جدا، وتحتاج إلى رؤية بصرية (رؤية عين) دقيقة وثاقبة، لكنه (أعمى)، نعم هو لا يُبصر لأنه فقد عينيه في العشرين، ومع ذلك برعَ أيّما براعة في مهنته؟!

السؤال هنا، كيف استطاع رجل أعمى، أن ينجح نجاحا باهرا في مهنةٍ تتطلب نظراً ثاقبا لدقة مكوناتها؟؟

الطريف في الأمر هذا السؤال تم توجيهه للشخص الأعمى نفسه، وقد أجاب عليه بالتالي: كان هناك أشخاص يتنافسون معي في هذه المهنة، كان لهم محالّ تصليح قريبة مني، لكنهم خسروا زبائنهم الذين تحوّلوا لي، المصلحون المبصرون أغلقوا محالّهم لأن الناس صارت تتوجه إليَّ فقط، لدقة تصليحي وثقتهم العالية بعملي وسمعتي الطيبة التي شاعت بين الجميع.

ثم واصل الرجل الأعمى كلامه مخاطبا مذيع القناة أو مقدّم البرنامج: أنا لم أركَ سابقا، هذا اللقاء الأول بيننا، لكنني أستطيع أن أذكر لك أوصافك، شكلك، لون شعرك، عمرَك، هل ترغب بذلك، ثم ذكر تلك الأوصاف وكأنه يراها بعينه وهو الضرير الذي فقد بصره منذ أربعين سنة!! 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة