العنف صورة مؤلمة من صنوف التعسف ضد المرأة / زاهدة العسافي
العنف صورة مؤلمة من صنوف التعسف ضد المرأة / زاهدة العسافي
24 May
24May
مجلة سماء الأمير / خاص :
لم نرَ بُدّا الاّ أن نطرح السؤال الذي يفرضه الواقع المرّ حينما تبقى المرأة ضحية في مجتمعاتنا العربية وتكف بتلقي الأذى بالسكوت واذا أقدمت على إيذاء نفسها وكما يحصل مئات المرات لإنهاء حياتها حرقاً ترى أن التحقيق بهذه الحادث يُصار بانها إحترقت بحادث قضاءً وقدراً.. تبرير الزوج واهله وتشارك عائلة السيدة الضحية بالسكوت وكأن عاراً قد حصل أو أن موتها لا يساوي معاقبة الزوج أو استيعاب الظروف القاهرة التي أحاطت بها . وفي كل مرة تحصل حوادث من هذا القبيل وتكون قد رحلت وتركت حقها عند من لا يرحمون... دون عقاب .
إن إيذاء المرأة سواء أكانت زوجة أم أختاً من الافعال التي يحرمها الدين الحنيف لكن التنشئة الخاطئة من الجاهلين وذوي الادراك المحدود الذي يرى في زوجته متنفساً لما يصادفه من فشل أو تحدٍ أو حتى الاجهاد في العمل .. دون إعتبار لانسانيتها ودورها وما يترك من أثر قاسي في نفوس أطفالها .. تلك الأم الحانية على خدمتهم تُهان وتُضرب بعد نهار طويل ومتعب من العمل داخل الدار وبعض أو أكثر الاحيان داخل الدار وخارجه.. يخنقون إبداعها وهواياتها وانجازاتها وأمومتها دون وجه حق.. حتى بعضهم يدعي التدين أو هكذا يفهم الدين ومفاهيمه يؤدي الصلاة لكنه لا يطبق ما أراده الله سبحانه وتعالى من عدل في التعامل مع كل صنوف البشر صغاراً وكبار ، رجالا وإناث ليتحقق التوازن في العدالة ويسود السلام داخل الاسرة الذي يشع بعده الى البيت الاكبر( المجتمع) ...
سيدة من الضحايا أقدمت على الانتحار حرقاً بسبب تطاول الزوج وتعسفه معها وطول المسافة من مخيم النزوح التي تسكن الى المستشفى يهددها زوجها ويفرض عليها ان تقول في إفادتها أو أقوالها امام السلطات انه قضاء وقدر والاّ سوف يأخذ أطفالها منها ويعاقبها بالحرمان ، رضخت لأنها تعي وهي تعيش معه أساور قسوته وقبل أن تموت كانت قد قالت إنها احترقت نتيجة حادث عرضي ..
وتتكرر مثل هذه الامور ثم تعود لتتكرر بسبب ضعف الايمان وضعف الوازع الديني وعدم التعمق في التحقيق وجديته وعدم اقامة الحد على الذين يعرضون عوائلهم للعنف ، وتبقى الاسرة مبتورة وناقصة لغياب عمودها في الدار الام .. تلك الأم التي لم تكن بمستوى من الادراك ان تكون صاحبة قرار وموقف بل تستسلم لليأس لأنها تعلم ما من احد ينصفها ..ويذهب الجاني بكل برود ضمير ليتزوج من ثانية ويمارس ظلمه على الصغار الذين تركتهم الأم ورحلت ...
هنالك كثير من الاسئلة للرجال تحتاج الى أجوبة واعادة نظر .. أولها لماذا يحترم والدته ويحتقر زوجته.. والحديث هنا عن العاقين من الازواج طبعاً وليس الرجال الرجال .. ؟؟