مهما قلنا عن الواقع المتردي الذي تعاني منه المرأة العراقية في الوقت الحاضر ، فان كلماتنا تظل عاجزة عن وصف مدى ما وصل اليه الحال ، بؤس كامل في كل الميادين وضياع تام لجهود طويلة وعمر خاضته في الكفاح .
وإن كانت المرأة في العقود الماضية قد حققت بعض ما تمنت الوصول اليه من أهداف وأمان ، فإن التراجع الكبير الذي حصل على كل المستويات ينبئنا بأن المرأة العراقية تعاني اليوم من ترد كبير في كل الأمور ، لم يعد ما تتطلع اليه المرأة سهلا مهما بلغت قيمته ، أبسط الأمور نجدها صعبة المنال ،لا يمكن الوصول اليها الا بشق الأنفس والكثير من التضحيات الجسام .
كانت المرأة العراقية تحظى ببعض الحقوق القليلة والتي لا تتماشى مع القوانين المنصفة للمرأة التي استطاعت الوصول اليها بالنضال والمثابرة ، ولكن جيوش الظلاميين التي وصلت العراق قد سلبت كل الحقوق التي استطاعت المرأة الوصول اليها .
كانت المرأة العراقية سابقا تستطيع ان تسافر مثلا وأن تختار العمل الذي يتناسب مع ميولها وقدراتها ، وأن ترتدي اللباس الجميل والمحترم وأن تبدي رأيها في العديد من الأمور التي تهمها وتهم المجتمع كله ، اليوم ضاعت كل هذه الحقوق وأصبحت بلادنا في مصاف البلدان التي تنتهك فيها حريات المرأة وكرامتها ..
العصابات التكفيرية تسبي المرأة وتعذبها وتمتهن كرامتها وتقتلها وتهجر الآلاف من العوائل التي لا تتفق مع القوات الارهابية في النظرة او المعتقد .. وآلاف من الناس تذهب ارواحهم سدى ويصابون بالعجز والتشويه نتيجة العمليات الارهابية المتكررة والتي تحصد الأرواح دون اي رادع يقوم بالقصاص منها والانتقام للمغدورين العراقيين وهم كثر.. وتتراجع الحياة وتنعدم القيم الجميلة التي كانت تسود بين الناس وتوجه الاتهامات الباطلة الى الدين الاسلامي الحنيف الذي حث على العدالة والمساواة ومساعدة الضعيف والوقوف بجانب المظلوم ، ويتم انتصار القوى الظلامية على حساب منظومة جميلة من القيم العالية والنبيلة ، التي استطاع المسلمون على أساسها ان يبنوا الدول ويؤسسوا الحضارات العظيمة التي ساهمت في انصاف الانسانية من قوى الطغيان والتأخر.
ما يشهده العراق من تراجع كبير في الأمن وحدوث الانهيارات في هذا الجانب المهم يهدد حياة الكثير من العراقيين وخاصة المرأة التي يقع عليها النصيب الأوفى مما يحدث من تقهقر ، والتصدي لهذه الظاهرة الخطيرة جدا يحتم على كل القوى أن تمنح الاهتمام الكبير لهذا الجانب المهم الذي يهدد تراجعه الكثير من الحيوات ما يجري في بلدنا الحبيب خطر جدا ، يحتم على كل المواطنين ان يتدارسوا الأمور قبل فوات الأوان وان يضعوا حدا لعوامل التفرقة والحرب التي تنخر في المجتمع العراقي ، وأن يعودوا الى قيم المواطنة وانه لا فرق بين انسان وآخر إلا بما يقدمه لهذا الوطن الذي نتطلع الى ان يعود جميلا معافى كما كان ، وهذا لن يكون الا بالتعاون ونسيان الخلافات الجانبية والاهتمام بالقضية الأساسية للعراق. وهي العمل على اعادة العراق الى سابق عهده وأن يتبوأ مكانه اللائق به بين الأمم الأخرى الساعية الى وضع حد لحياة الجهل والتناحر للوصول الى مجتمع راق يحترم الانسان ويعزز كرامة البشر..
لقد عانت المرأة العراقية الكثير من الحرمان رغم العمل المضني الطويل ، وآن لها ان تجد ما تتطلع اليه من حياة كريمة تصان بها الحقوق وتحترم القوانين