مجلة سماء الأمير ـ خاص:
سنوات عجاف لا أعادها الله علينا، لا تزال ذاكرة لياليها حبلى بمحنة وطن ما عرف تأريخ شعبه يوما لغة البغضاء والكراهية والأحقاد التي خيمت حين غرة على سماء بلاد الرافدين وكدرت صفوة تعايش فسيفسائها وأفسدت جماله بعد أن جهد نفر من المارقين في ايهام بعض من بسطاء العامة بجدوى العيش على تداعيات فعالية إيقاظ جراح الفرقة، ولاسيما نبش تأريخ كثر ما تعرضت فصوله للتشويه والتضليل والتزوير سعيا في انتقاء ما يمكن من الوقائع التي من شأنها الاسهام بفاعلية في تعميق ثقافة الكراهية، بوصفها انجع السبل الخبيثة التي بوسعها تمزيق وحدة البلاد وتقويض ابداع ابنائها، فضلا عن غيرها من النتائج المأساوية المتمثلة في الاسهام بانهيار محركات الوعي الوطني. ولأن المحن العظيمة تسهم ببناء الامم العظيمة فإن شعبا كانت ارضه يوما موطنا لأقدم الحضارات الانسانية يدرك بوعي عميق ان اشراقة حياته، ومستقبل اجياله الواعدة تفرض عليه طي صفحات ماض توشحت فصوله بالمآسي ومختلف صور البغضاء والتناحر الذي رسمت معالمه اجندات السوء ونوايا الحاقدين عبر مراجعة متأنية للنفس بغية التأمل بدلالات التصافي وسمو معانيه في عملية البناء الاجتماعي والإنساني التي تستلزم تأطير القادم من ايامنا بأفعال خير ومحبة وسداد من شأنها ترسيخ مفهوم التسامح وشذى المودة التي تعتمد الوعي الجمعي في مهمة انتشار اريجها ؛لتمكينها من توسيع منافذ اختراق آفاقها الإنسانية لفضاءات قد يكون بعضها لا يزال قاتما بفعل نوايا ضالة وارادات شريرة لا تزال مولعة بتعميق البغضاء والفرقة ونتائجهما المأساوية بين ابناء الوطن الواحد.
وتأسيسا على ما تقدم، تستلزم وحدتنا وقوتنا جعل المحبة تعويذة ايامنا؛ لتطهير النفوس من ادرانها التي ما حملت في احشائها غير افعال ومفاهيم اسهمت بوساطة لغة الدم في التأسيس لمشروع ثقافة الأحقاد والكراهية وهدم كل ما هو جميل في حياة شعب يشار اليه اجلالا بوصف الموزائيك؛ بالنظر لتعايش اهله بإخاء واحترام منذ عقود بعيدة في التاريخ على الرغم من اختلاف اديانهم ومعتقداتهم وقومياتهم.
ولا اخطئ القول إن ثقافة المحبة التي تحمل في رحمها التعايش بإخاء ووئام وسلام والتشاور من أجل البناء الهادف تشكل الرئة السليمة التي تنفذ عبر تعاون عناصرها السعادة الى نفوسنا بعيداً عن ضغوط الحياة وضجيج معاصرتها واحزان الماضي الموشحة بالأحقاد والدماء والخراب.