01 Apr
01Apr

في كل معارض الكُتب ، وبكل المؤسسات والدور المختصة بنشر الثقافة ، وبلا استثناء، تتم المشاركة بالعديد من نتاجات الرواية والشعر حصرا ، وباستثناءات قليلة جدا من الاصدارات التي تتمحور بتناول النتاج السردي والشعري بالنقد، وكأن همومنا الثقافية، والفكرية، قد تم حصرها بما تنتجه تلك المؤسسات بنمطٍ واحد، وعادة ما يتكرر وعلى طول عروض كل عام !أليس مهما ان تولي تلك الدور والمؤسسات التي تنتج هذا الكم المهول في الرواية والشعر، بعدا، او تغافلا عن تفاعلات المرحلة الزمنية التي نعيش بين معتركها، ومظاهرها المتغيرة بين حين وآخر والمفاضلة بين نتاجات اكثر حسما للكثير مما يُعكر صفو اتجاهاتنا ، واستدلالنا لدروب مطوقة برؤية تنويرية تكشف لنا عن سوءات ما ينتجه البعض " وهنا القصد منه دولا ومؤسسات تملك المال ووسائل اعلام ضخمة لتسيير المتلقي وفق هواها ومقاصدها " وسط فوضى ليس لها أول وليس لها آخر !

كم نحتاج لأن نولي اهتماما خاصا، واستثنائيا لYنتاج الكتب الفكرية التي تتناول الظواهر الاجتماعية والنفسية لمجتمعنا والتحولات التي طرأت عليه، والكشف عن السلوك الذي داهم الكثير منا في حياته، ويومياته، والتقرب لمناطق تبدو اكثر سخونة في تفكير الناس ووجهات نظرهم بالقضايا الكبرى والمهمة، والتقرب من سرديات حياتهم بعد كل هذا المنقلب ! وايضا الذهاب بوعي لاختيار الطروحات العلمية وترجمتها وتقديمها للمتلقي العراقي بأحسن صورها .المهمة لا تبدو يسيرة، وايضا ليست بالعسيرة، لكننا نحتاج لأكثر من الاهتمام بنوع واحد، وكأن الثقافة قد حُسم امرها بهذا النوع !الامر ليس هيّنا، خاصة ونحن بلد خرج من عمق الويلات، والتحولات، والاكثر ضررا في مقاتله لبعضه البعض، بسنوات مُرة، لا تُخفى على احد.

هل هناك ما يشبه الخوف لعدم التقرب لما اوهمتنا به السلطات المتعاقبة ، والخطابات والشعارات والمزايدات الجوف من أننا تجاوزنا مراحل الخطر؟ ذلك يبدو ضربا من الخيال، وقفزا على اوجاع وآلام مزقت وجودنا ودفعت بنا لمهالك شتى لو أننا تخلينا عن التشبث بعقل رحيم وسليم ومعتدل.

دعوة لمن يهمه شأن الثقافة بالعراق ان ينحو باتجاه تنشيط حركة الانتاج الفكري وعودة المباحث العلمية الجديرة بالكشف عن التحولات الكبرى بعمقنا الاجتماعي والنفسي والاقتصادي ، وحتى ذلك المتعلق بسلوك الأفراد للواجهة وبقوة، و لا بديل عنها ذلك كي ننصف حقيقة مدركاتنا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

مجلة سماء الأمير العدد السابع نيسان 2023

 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة