25 Feb
25Feb

القوي هو الشخص الذي قرر القيام بعمل ما يعتقد الجميع بأنهم غير قادرين على صنعه.. هذا ما تقوله مارج بيرسي التي ولدت عام 1936.

هي كاتبة نسوية في الرواية والشعر والمذكرات. معروفة بالكتابة عن النساء والعلاقات والعواطف بطرق جديدة واستفزازية. 

ولدت مارج بيرسي ونشأت في ديترويت. مثل العديد من العائلات الأمريكية في الثلاثينيات، حيث الكساد العظيم. كان والدها روبرت بيرسي عاطلاً عن العمل أحيانًا. لسنوات.. وهي تعاني من المرض. إذ أصيبت بالحصبة الألمانية أولاً ثم بالحمى الروماتيزمية.. وقد ساعدتها القراءة آنذاك في تجاوز تلك المراحل المتأزمة من حياتها. 

تستشهد بيرسي دائما بجدتها لأمها، وتتذكرها كقارئة نهمة شجعت على مراقبة العالم من حولها. بينما علاقتها مع والدتها كانت مضطربة، لأنها لم تكن متسامحة جداً مع رغبة ابنتها في استقلال حياتها.بدأت بيرسي كتابة الشعر والخيال في سن المراهقة. وبعد تخرجها من جامعة ميشيغان، شاركت في تحرير مجلة أدبية وأصبحت كاتبة لأول مرة. وحصلت على منح وجوائز.

في الخمسينيات من القرن الماضي، شعرت مارج بيرسي بأنها دخيلة على التعليم العالي في الولايات المتحدة، ويرجع ذلك جزئيا إلى ما تسميه القيم الفرويدية المهيمنة. إذ لم تتوافق حياتها وأهدافها مع السلوك المتوقع. لتبرز لاحقا موضوعات عن حياة المرأة وأدوارها في كتاباتها.

تزوجت بيرسي صغيرة، لكنها تركت زوجها الأول في سن 23 عاما. كان فيزيائيا من فرنسا، يشارك في الأنشطة المناهضة للحرب. وعاشت معه في فرنسا. لكنها شعرت بالإحباط من توقعات زوجها لأدوار جنسية تقليدية، بما في ذلك عدم أخذ كتاباتها على محمل الجد.

بعد أن تركت هذا الزواج انتقلت لشيكاغو، وعملت في وظائف مختلفة لكسب لقمة العيش بينما كانت تكتب الشعر وتشارك في حركة الحقوق المدنية.

عاشت بيرسي مع زوجها الثاني، عالم الكمبيوتر، وكان لا يعيش معها أحيانا. عملت لساعات طويلة كناشطة نسوية ومناهضة للحرب، لكنها غادرت نيويورك في النهاية بعد أن بدأت الحركات في الانقسام والانهيار.وبدأت في كتابة "تغييرات صغيرة" نُشرت عام 1973. تلك الرواية تستكشف مجموعة متنوعة من العلاقات مع الرجال والنساء، سواء في الزواج أو الحياة المجتمعية. انتهى زواجها الثاني في وقت لاحق من ذلك العقد. عام 1982، تزوجت بيرسي من ايرا ديفيد وود. وقد اشتركا معا بتأليف مسرحية ورواية وغير ذلك. وبدأت معه بإنشاء مطبعة. لكن تم بيعها عام 2008.

ترى بيرسي نفسها كجزء من عالم متصل.. لذا أصبحت مهتمة بالبستنة في أرض جاهدت حتى تشتريها بالإضافة إلى الكتابة، فضلا عن استمرارها في الحركة النسائية.

غالبا ما كانت مارج بيرسي تزور الأماكن التي تضعها في رواياتها، كي تراها من خلال عيون شخصياتها.. تصف كتابة الروايات بأنها استوطنت عالمها لبضع سنوات.. هذا العالم الذي يسمح لها باستكشاف الخيارات التي لم تتخذها أو تتخيل ما كان سيحدث.

ألفت بيرسي أكثر من 15 رواية، بما في ذلك "امرأة على حافة الزمن- 1976" وهي من يوتوبيا الخيال العلمي "التأملي" الكلاسيكي ومن النسوية الكلاسيكية أيضا، ومن كتبها الشعرية "القمر أنثى دائما- 1980 "، كما ونشرت مذكراتها "النوم مع القطط" عام 2002.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة