اليوم تتكاتف الجهود لبحث أمر المرأة النازحة ) نساء وفتيات) سواء كانت داخل المخيم أم خارجها فهي بحاجة الى تمكينها إقتصاديا بعدما فقدت كل شيء واضطرت الى الهجرة القسرية لظروف لم تكن هي جزءً منها ارتحلت ولم تتمكن حتى أخذ مستمسكاتها الرسمية كأدلة ثبوتية لشخصيتها الوطنية ، بعدما شهد العراق اكبر موجة نزوح بعد الحرب العالمية الثانية ، لم تشهدها الشرق الاوسط من قبل حتى تجاوز عدد نازحيها عدد الفلسطينيين بعد عام النكبة في 1948 .2003 العام الذي دخلت فيه القوات الامريكية الغازية الى العراق لتقوض مؤسسات الدولة وعمل بريمر على حل الجيش العراقي وترك فراغاً أمنيا استغلته في 2014 عصابات داعش الارهابية بالدخول الى الموصل وحصلت اكبر حملة نزوح الى المدن والقرى القريبة والبعيدة إضافة الى دخول هذه العصابات الى الانبار ، فخسرت العوائل بيوتها وممتلكاتها ومصالحها ووظائفها وتعرضت الى القتل والترويع بكل وحشية حتى الحجر لم يسلم من ترويعهم حيث الاماكن الأثرية تم هدمها ونهب ثرواتها وبيع النساء الايزيديات في سوق الرقيق بسعر لا يتجاوز بين 80 الى 200 $ ، وكان للفساد الاداري والمالي وضعف المؤسسات والقائمين عليها اضافة الى ضعف الاجهزة الامنية وانتشار الفضائيين الذين كانوا يعطون نصف رواتبهم الى الضباط من ذوي النفوس الضعيفة ومن غير من يملكون العقيدة العسكرية والحس والانتماء الوطني ، ادى كل هذا الى إطالة أمد بقاء النزوح هذه المدة الطويلة لان الحكومات المتعاقبة فشلت في تحقيق الأمن والمصالحة الوطنية التي كان المجتمع العراقي سابقا 70 بالمئة من عوائله يتصاهرو دون ان يلتفتوا نحو اختلاف في العرق أو المذهب.اليوم تسعى منظمات رصينة عالمية ومحلية للسعي الى تمكين النازحة العراقية بمشاريع صغيرة ومتوسطة لتكون قادرة على إعالة نفسها وأسرتها خصوصا لو كانت فاقدة للمعيل . تبقى المرأة العراقية ترسم طريقاً للحياة وهوية وطنية يزيدها شرفاً وألقاً وازدهار...