مشرقات / خاص
بوح شهرزاد
كيف نحاسب أطفالنا ؟ / مريم لطفي
إن مهمة تربية الاطفال من اصعب المهام واخطرها ،لأن الطفل يمثل المستقبل الذي تبنى عليه الاسرة اولا والمجتمع ثانيا..
وعليه يجب ان يتربى الطفل على وفق مفاهيم سوية متكافئة غير متطرفة مبدئية تستند الى اصول تربوية هدفها سلوك الطفل السوي اولا واخيرا..،
ومن المبادئ الاساسية والمهمة التي يعتمد عليها في تربية الطفل مبدأ الثواب والعقاب وهو مبدأ معروف منذ القدم وعليه تقوم العلاقات الانسانية اسرية كانت ام مجتمعية..
فالانسان اذا ماقام بعمل جيد لابد من مكافأته لكي يستمر بعمله ويبدع فيه ،واذا ماقام بعمل سيء فيجب محاسبته كاجراء رادع..
نفس الحال بالنسبة للطفل داخل الاسرة فالوالدان يجب ان يعملا بهذا المبدأ لكي يبنيا شخصية انسانية قوامها الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ،فاذا ماقام الطفل بعمل جيد كأن يقوم بالمساعدة في البيت او اداء عمل ما او تحضير دروسه اليومية على اتم وجه وحصوله على معدلات عالية في المدرسة او قيامه بمهارة ما ،كل هذه الامور تستوجب من الاهل مكافأة الطفل ليستمر بعمله ويبدع فيه بانتظار مكافأة اخرى ،اما اذا قام بفعل سيء كأن يرسب في الامتحان او يؤذي اخوته او يسئ الادب ،فلابد من محاسبته وتوبيخه والتوبيخ هنا لايعني التعنيف بأي شكل من الاشكال بل انه شدّ اذن وضوء احمر على قيامه بعمل سيء لكي يتوقف عنه، ويكون العقاب اما بحرمانه من حاجة يحبها او التظاهر امامه بعدم الرضا وافهامه بانه قام بعمل سيء ادى الى ازعاج والديه لكي تتولد عنده قناعة بقبح العمل فيقلع عنه.. وبهذا يتبلور في شخصيته خطان..
الاول جيد ويثاب عليه بشراء هدية او القيام برحلة وما الى ذلك،
والثاني سيء فيعاقب عليه بالاسلوب المناسب..
وبهذا نعطي الطفل حصانة بتعليمه طريقي الخير والشروالتعبير عن الامتنان والابتعاد عن الخطأ عن طريق مبدأ (الثواب والعقاب) وتلك اصول التربية الحقّة بعيدا عن العنف وبعيدا عن الدلال المفرط ،ومع تقدم العمرستتبلور لدى هذا الطفل افكار سليمة وقاعدة قويمة تبنى على اساسها شخصيته فيما بعد ..