فؤادة العراقية
عن وفاة الشابة ملاك التي حرقت نفسها احتجاجا على الظلم والقهر والتعذيب الذي تعرضت له حيث لم يكتفى الاهل بضرب ابنهم لها بل شاركوه حفلات الضرب ولمدة ٨ أشهر متتالية ليطفح بها الكيل وتقوم بحرق نفسها رغم معرفتها بالعذاب الذي ستتحمله وكان عذاب الحرق اهون لها من الجحيم الذي كانت تتجرعه .
الغريب بأن القطيع هنا لم يكتف باضطهادها وبتعذيبها بل حملوها جريمة انتحارها ووصمها البعض بعدم الإيمان حيث يقولون بأن انتحارها حراما من دون أن تستفز الحادثة عقولهم لتسأل هل ما حدث لها كان حلالا؟
وهل أفعالكم والصمت الذي تمارسوه إزاء مثل هذه الجرائم حلال؟ ويا ليتكم تصمتون بل تحملونها الذنب رغم العذاب الذي شعرت به قبل وفاتها وتبررون جرائمكم وتقولون كان بإمكانها أن تتخلص من زوجها بسهولة.
أسأل هؤلاء لو كان لديهم عقول تفهم وتستوعب، عن أي سهولة تتحدثون وانتم ادرى بالقوانين وبطول حبل المحاكم وبالعصمة التي أعطت للزوج الحق بتطليق زوجته ورميها للشارع وقتما يشاء ووقت ما يشعر بالملل منها، دون حقها بتطليقه.
وكذلك إيمانكم والحلال لديكم هو حق زوجها بضربها واهانتها وعليها السكوت على الإهانات التي تعرضت لها طوال فترة زواجها ويساندكم بهذا قانونكم الفاسد الذي أفسد عقولكم النتنة.
ملاك ليست أول ولا آخر إمرأة يرتكب بحقها جريمة القتل في مجتمعات فاسدة إلى حد النخاع بقوانينها الغبية وبأفكارها الذكورية التي تمنح الحق للذكور، سواء كان اخ أو زوج، بضرب الفتيات والنساء بحجة تتأديبهن، فعن أي تأديب تتحدثون وانتم ينقصكم الأدب ؟