تبعث مبادرات وتطوع بعض المواطنين لفعل الخير الفرح في النفوس، فهي تؤكد أصالة ونبل شعبنا رغم ما يمر به ، كما إنها تسد نواقص الفعل الرسمي المطلوب في هذا المجال او ذاك . مبادر ليتكفل أيتاما ومعوزين، مبادر لبناء بيوت لفقراء يعيشون في العراء، مبادر لإصلاح وترميم مدرسة وسد نواقصها، مبادر لعلاج مريض استعصى عليه العلاج، وتتنوع هذه المبادرات وفعل التطوع وتزداد بمرور الوقت ، وآخرها ما قرأناه عن متطوعين شباب في معرض كتاب لمساعدة وإرشاد الزائرين.
المهم هنا في دلالات هذا الفعل كونه يأتي من مواطنين على قدر حالهم كما يقال، طلبة، موظفين، شرطة، معلمين، وحتى كسبة لقوت يومهم، تجمعهم روح المبادرة ونزعة الخير وغرس الغيرة في نفوسهم الطيبة.
في المقابل تجد انعداما او شحة في مبادرات من مكنته الظروف وزادته غنى، لكنه لم يستثمر قليلاً منه لمساعدة الأخرين وما أكثرهم حوله، أما الفاسدون والسراق فهم في واد آخر لا يسمعون ولا يبصرون شيئاً من تصاعد حاجة ناسهم الذين أفقروهم بفسادهم الذي فاق الوصف. ولله في خلقه شؤون.