14 May
14May

مشرقات / خاص :

"هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن اليها"..الاعراف 189

أخلقت حواء من ضلع آدم ليكملا بعضهما بعضا ، ام ليستغلها ويعيرها بأنها خلقت من ضلعه لتكون  مجرد تابعة له ؟!

لقد خلق الله الذكر والانثى واناط بهما مسؤولية استمرار النسل البشري ووزع المهام بينهما مناصفة كل حسب قدرته ، فترى حواء تجتهد وتستبسل في سبيل تحقيق التوازن المطلوب ، فتكون ينبوع عطاء تفيض على نصفها الآخر وتكون له الداعم الاول في سبيل تحقيق نجاحه وتقدمه ، وكم من عظيم كانت وراءه امرأة ساندته ورعته وبذلت كل شيء من اجله والتاريخ حافل بشخصيات عظيمة تركن بصمتهن واضحة على سطور الحياة ، ولنا بالسلف الصالح اسوة حسنة كالسيدة مريم العذراء والسيدة فاطمة الزهراء (عليهما السلام)..

لقد خلقت حواء للعطاء بل انها كالشمس عطاء بلا حدود ، فتراها الابنة المطيعة ، والاخت الساندة ، والام المضحية ، والزوجة المكافحة ، انسانيتها تطغى على كل شيء ترضى بالقليل وتعطي الكثير ، هذا القلب الكبير والحضن الدافئ يستحق ان يكون بالمقدمة مدعوما من النصف الآخر بما يستحق من الدعم فلمَ لا يكون وراء المرأة العظيمة رجل اعظم ، مادام وراء الرجل العظيم امرأة ،سواء أكانت اما ،اختا،زوجة،او اي امرأة كانت سببا لنجاح آدم..

لم تخلق المرأة للاهانة والاستغلال والمتاجرة بمشاعرها وحياتها ونعتها بـ "الضلع الاعوج" بل خلقت لتكون مكرمة متوجة في بيتها ومجتمعها مزهوة بعطائها ، فمن كان اميرا سيجدها اميرة ، ومن كان انسانا سيجدها ينبوع عطاء ، اما من اختار ان يكون مستبدا فحتما سيجدها ثائرة بكل مااوتيت من قوة لنيل حقوقها ، فتلك نتيجة منطقية من باب الفعل ورد الفعل ..

فلاتنسَ ياآدم أنك خلقت في رحم امرأة وتربيت في حضن امرأة وعندما كبرت وبلغت اشدك احببت امرأة واقترنت بها وانجبت لك ذرية واصبحت مسؤولة عنك وعن اولادك ، أفبعد هذا ألاتستحق حواء ان تكون وراءها !


تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة