18 Apr
18Apr

مجلة سماء الأمير ـ خاص:


أ.د.إبراهيم خليل العلاف ـ أستاذ التاريخ الحديث المتمرس -جامعة الموصل

فيبي مار أو فيب مار بروفيسورة أميركية متخصصة بتاريخ العراق المعاصر، لها كتب عديدة مهمة في حقل تخصصها، منها (تاريخ العراق المعاصر في العهد الملكي) و(تاريخ العراق المعاصر في العهد الجمهوري الاول) و(نظام صدام حسين 1979-2003).

عرفت العراق جيداً، وعاشت فيه طويلاً وهي متزوجة من الأستاذ الدكتور لؤي يونس بحري وهو أستاذ العلوم السياسية الأسبق في جامعة بغداد والمعروف بكتاباته ودراساته عن (سكة حديد بغداد ـ برلين). 

أقف عند كتابها الجديد ويقع في جزئين وعنوانه:"تاريخ العراق المعاصر"، ترجم إلى اللغة العربية من قبل الأستاذ مصطفى نعمان أحمد، ونشرته مؤسسة مصر مرتضى للكتاب العراقي في القاهرة 2009. 

تقول البروفيسورة فيب مار في مقدمة الكتاب أن هدفها هو تقديم وصف عام مناسب للأحداث في العراق منذ 1958 بغية المساعدة في فهم البلد وشعبه، والأهم في هذا إنها أرادت أن يكون وصفها منصفاً وموضوعياً، لهذا فإنها حاولت تجنب المغالاة. 

اعتمدت المؤلفة دراسات سابقة منها دراسات السيد عبد الرزاق الحسني ،ودراسات حنا بطاطو، وأديث بنروز ومجيد خدوري. وعالجت المؤلفة نقطتين مهمتين، أولاهما تتعلق بتكوين دولة حديثة وبلورة هوية ثقافية ووطنية قادرة على توحيد مجاميعه العرقية والدينية المختلفة ضمن سياق عالم عربي اوسع، وثانيتهما تتعلق بعملية التطوير الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والتي بدأت منذ أواخر القرن التاسع عشر ووصلت نسبة مثيرة منذ منتصف سبعينيات القرن العشرين. 

ومما قالته المؤلفة كذلك إنها جمعت مادة كتابها خلال وجودها للدراسة والعمل في العراق قبل ثورة 14 تموز 1958 وسقوط النظام الملكي وتأسيس جمهورية العراق . وقد اعتمدت مؤلفات وإحصائيات عراقية. كما رجعت الى الكتب الإحصائية، والمذكرات الشخصية، والمقابلات، والصحف، والمجلات . 

أتذكر أن فيبي مار، كانت تراجع السيد عبد الرزاق الحسني المؤرخ العراقي الكبير رحمه الله اواخر الستينيات واوائل السبعينيات من القرن الماضي عندما كانت تكتب اطروحتها للدكتوراه، وأنه ساعدها كثيراً وقد أخبرنا بذلك أنا ومجموعة من المهتمين بالتاريخ العراقي الحديث والمعاصر أمثال كاتب هذه السطور والأساتذة الدكتور عماد أحمد الجواهري والدكتور لطفي جعفر فرج والدكتور حسين القهواتي والدكتور جعفر عباس حميدي وكنا آنذاك طلاباً في الدراسات العليا بجامعة بغداد وكنا نزوره باستمرار في داره الكائنة في الكرادة الشرقية  . 

وأظن أن اطروحتها كانت حول ياسين الهاشمي الزعيم العراقي الوطني المعروف ورئيس الوزراء الأسبق. وممن ساعدها كذلك السير هاملتون كب المستشرق البريطاني المعروف والأستاذ الدكتور خير الدين حسيب والدكتور خلدون ساطع الحصري. كما إن مركز هارفرد للشرق الأوسط الأميركي قدم لها المساعدة المادية وتحمل نفقات عيشها وإقامتها في العراق أكثر من مرة. الكتاب بجزئيه محاولة جادة لتوثيق تاريخ العراق المعاصر منذ 1958 وحتى نهاية الثمانينيات من القرن الماضي. وهو كتاب قيم ومفيد اعتمدت المؤلفة فيه المصادر الرئيسة ولم تحاول أن تحمل النصوص التاريخية أكثر مما تتحمل وكانت رانكوية (تعتمد مبدأ ليوبولد رانكة المؤرخ الألماني المعروف) والقائم على إعادة تشكيل الحدث كما وقع، لذلك أقول إن كتابها هذا وكل كتبها الأخرى كانت قريبة جداً من الموضوعية التي تستحق عليها الشكر والتقدير   

بالمناسبة فإن البروفيسورة فيبي مار زارت العراق في السنوات الأخيرة ومنها زيارتها لكلية العلوم السياسية في جامعة الكوفة - وكما ترون في الصور، والتقت عميد الكلية الأستاذ الدكتور صباح العريض، تطرقت فيها الى تاريخ العراق المعاصر وتناولت فترة التغير من الحكم الملكي الى الجمهوري وطبيعة التغيرات التي حصلت على المجتمع العراقي بعد ثورة 1958, وفي السياق نفسه تطرقت الباحثة أيضاً الى طبيعة العلاقات التي تربط العراق مع دول الجوار حيث أكدت أن للعراق استراتيجية خاصة لأنه محاط بثقافتين مختلفتين هما تركيا وإيران، 

وفي الختام أكدت الباحثة أن أهم الحلول المطروحة للخلاص من الأزمات التي يعاني منها العراق هي في التماسك الاجتماعي والوحدة الوطنية . 

*الصورة لدى زيارتها رئاسة جامعة الكوفة 2014

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة