مجلة سماء الأمير ـ خاص:
صدر للدكتور خزعل الماجدي كتاب (إنانا والانقلاب الذكوري ـ السردية الأسطورية والثقافية لإلهة الحب والجنس والجمال) عن دار الرافدين للنشر والتوزيع في بيروت ، ومنشورات تكوين في الكويت ، وسيكون الكتاب متوفراً في المكتبات ومعارض الكتب العربية قريباً .
جاء في كلمة الغلاف الأخير ، كتعريف بالكتاب :
الإلهة (إنانا ) هي أول إلهة للحب والجمال في التاريخ ، لكنها لم تهنأ بحبها وجمالها ، فقد كانت نموذجاً للأنوثة التي دمرتها الذكورية السائدة وشوهت قلبها وجمالها ، وأسطورة هذه الإلهة العذراء لاتنحصر في علاقتها بديموزي ، بل تبدأ منذ ظهورها في الألف السادس قبل الميلاد ، مع الإلهة الأم التي أجحفهما الإنقلاب الذكوري ، وحتى نهايتها واختفائها ، ولذلك سنفحص تأريخ هذه الإلهة منذ ظهورها الأول ، في عصور ماقبل التاريخ ، وحتى تحويلها لإلهة شرسة مدمّرة ، ثم استبدالها بعشتار ثم تلاشيها وذوبانها في إلهات أخريات . وستكون ملحمتها الأسطورية مع ديموزي المحور الأساس الذي يرتكز عليه هذا التأريخ .
لقد توصلنا إلى أن (إنانا ) يمكن أن تكون الفكرة المحورية والأساسية في الإنقلاب الذكوري مع الإلهة الأم ، فالإلهة إنانا هي المثل الساطع الأول الذي يشرح لنا ضمنياً كيفية حصول هذا الإنقلاب ومراحله فى الألوهة المؤنثة ، ومظاهره في حياتها وتاريخها .
هكذا قاد إله السماء (آن ) الإنقلاب الذكوري وفعل فعلته في الألوهة المؤنثة وأحالها إلى هشيمٍ يُلخّصُ ماحصل لأغلب نساء العالم في تاريخ البشرية ، فقد أُهينت المرأة من قبل الذكور الذين أحاطوا بها ، ولم تكرّم إلاً وهي أمٌ عجوزٌ للذكور كنوع من العزاء الشكليّ لها .
الكتاب يشرح كل هذا بالتفصيل ويراقب التغيرات الدقيقة التي تحولت فيها ( إنانا ) حتى وصلت لحالتها البائسة الأخيرة ، وكان من الطبيعي أن يجعل الأكديون منها سيدة المعارك والحروب وسفّاكة الدماء ، وسيتجلى هذا في عشتار البابلية والآشورية وفي نظيرتها السورية عناة بشكل صارخ .
لوحة الغلاف للفنان التشكيلي العراقي : إنكي السومري ، تصميم الغلاف : دار الرافدين.