موسوعة موسيقية وعالم في الموسيقى الغربية و الشرقية.
يعد من العلماء المبتكرين الرواد في العمل الملحمي الموسيقي الفكري و لم يسبقه احد في الوطن العربي و الشرق عموما و له اكثر من ثلاثين مقطوعة موسيقية ابرزها مواكب من بغداد عام 1954 وكونشيرتو للعود والاوركسترا السمفونية لمدينة لندن بقيادة المايسترو ريتشارد هيكوكس عام 1983.ولد في بغداد عام 1921 من ابوين كرديين فيليين ومن عشيرة الملك شاهي الفيلية المعروفة في اللور الصغير.عمل مدرسأ للعود في معهد الفنون الجميلة عام 1947 حت عام 1978 و حصل على شهادة الدبلوم العالي من اتحاد الموسيقيين الروس عام 1987 و اول مقطوعة موسيقية له هي الغجرية عام 1944
من مؤلفاته الموسيقية ذات البعد التعبيري : ( الغجرية 1944 / وادي الموت 1949 / من وحيها 1952 / حورية الجبل / مهرجان في بغداد / سماعي ماهور 1949 / سماعي رست 1972 / بشرف شد عربان 1974 / سماعي نهاوند 1958 ). كتب عنه كثير من المستشرقين الاعلام و خاصة الانكليز مثل المستشرق جون هاي وود وغيرهم.
اشترك بالعديد من المهرحانات الموسيقية العالمية و العربية كمهرجان اسطنبول وقد شارك فيه خيرة الموسيقين العرب مثل فريد الاطرش و كمال الطويل محمد القصبحي و حاز على الجائزة الاولى للمهرجان.
في قاعة اليزابيت في لندن حضر اكثر من1300 موسيقي عالمي و كان الوقت المخصص لسلمان شكر فيلي اربعين دقيقة فقط فاذا بالحضور يطلب بالتجديد و الاعادة فعزف ساعتين متواصلتين و سط هالة من الانتباه و الشد المموسيقي و قد صفق له الحضور مطولا للوتر الرقيقاشترك بمهرجان طهران ممثلا عن العراق عام 1961 و في المغرب عام 1969 و ليبيا عام 1971 و القاهرة و ما ادراك ما القاهرة من فحول موسيقى العود عام 1972 و في الجزائر عام 1973*
التحقَ بأول دورة في معهد الموسيقى عام 1936 حيث درس آلة العود والموسيقى الشرقية على يد الموسيقار الشريف محي الدين حيدر بن علي وتخرج عام 1944 بعد أن ترك الدراسة لمدة ثلاثة أعوام بسبب ظروفهِ العائلية*
عين أُستاذاً لآلة العود في المعهد في عام 1947، وظل مُحتفظاً بهذا المنصب مدة ثلاثين عاماً*.
تخرج على يده العديد من الموسيقيين العراقيين كالأساتذة ( علي الأمام و معتز محمد صالح البياتي وحبيب ظاهر العباس والمرحوم الأستاذ حسام الجلبي وعازف العود اليمني جميل غانم )* أسس في أواسط الستينيات (خماسي العود البغدادي ) الذي ضم إضافة إليه، كلاً من آرام تاجريان «كمان أول» و آرام بابوخيان «كمان ثانٍ» وجورج مان «كمان أوسط» وحسين قدوري «شيللو».*
شغل في وزارة الثقافة والأعلام ولعدة سنوات درجة مستشار فني* تولى رئاسة اللجنة الوطنية للموسيقى لعدة سنوات ومثل العراق في مؤتمرات وندوات ومهرجانات كثيرة*
له تسجيلات متعددة في دار الإذاعة والتلفزيون العراقية إضافة إلى تقديم العديد من العروض المنفردة لآلة العود في (الصين، إيران ، روسيا، مصر، المانيا، إنكلترا ،والولايات المتحدة الأمريكية).*
ظل محافِظاًً ووفياً على نمطية وتفكير أستاذه الشريف محي الدين حيدر ولم يخرج عن هذه الدائرة مُتأثراً بأسلوبه المُشبع بالروحية التركية اداءً وعزفاً وتعبيراً* تفرغ للبحث في جامعة (درهام) في انكلترا مع المستشرق البريطاني البروفسور (جون هيوود) لغرض البحث في كتاب (الأدوار) للموسيقي والعالم بالموسيقى (صفي الدين بن عبد المؤمن الأرموي البغدادي 1216م -1294م) ويطلعنا الأستاذ علي الشوك في كتابهِ الموسوم (الموسيقى بين الشرق والغرب) عن مدى اهتمام وولع الأستاذ سلمان شكر بهذا الجانب من التراث فيقول:ومن الجدير بالذكر أن الفنان سلمان شكر قام بترجمة أولية للجزء المتعلق بالموسيقى من مخطوطة (درة التاج في غرة الديباج). كما قدم قراءة جديدة لمدونة (يا مليكا به يطيب زماني) اعتمد فيها نغمة (مي) لمطلق الوتر، بدلا من (دو) الذي أعتمده المستشرقون ، وكان بذلك أقرب إلى روح النص وقام بعزفها أيضا.))*
في الثمانينيات من القرن الماضي وأثناء وجوده في لندن قام بعمل مشترك مع البروفيسور هيوود ألا وهو كونشورتو العود مع الاوركسترا والتي تم تقديمها بالتعاون مع ال بي بي سي ولندن سمفوني أوركسترا.*
سافر الى تركيا في ستينيات القرن العشرين، البلد الذي يتنفس الموسيقى، ويمتلك المدارس المتعددة في فن العزف على العود، دعا الى اقامة كونسرت منفرد، وعزف بدعوة من مسعود جميل بك، مدير اذاعة اسطنبول عزفاً منفرداً، وعمل مع عازف القانون، المبدع (نجدت بالو)، وقدم معه الثنائيات في الاذاعات التركية.*
يؤكد الباحث عاصم الجلبي إن سلماناً أراد ( لآلة العود منزلة أوسع وأكبر من كونها آلة مُصاحبة ومراسلة ، فعمل على إظهار هويتها وشخصيتها كآلة منفردة تستطيع أن تعبر عن ذاتها وعن إمكاناتها الصوتية*
يمتاز أسلوبه في العزف على آلة العود بإضفاء مسحة صوفية على عزفه مع استخدام رقيق و مرهف للمِضراب، كذلك استخدام أسلوب الزحف عند العفق على مساحة ضيقة للصوت الموسيقي المنتج، كما يقوم في أحياناً كثيرة بالضرب على أوتار عدة في الوقت نفسه، لرُبما تأثُراً بإبراهيم الموصلي.
في آخر كونسيرت اقامه في بغداد سنة 2001، أذهل الحاضرين بلباقته ورشاقة عزفه وحضوره المذهل وسيطرته على المسرح وسط صمت ولهاث الجمهور المشدود الى حركات ريشته واصابعه على البورد.
وفي نهاية احدى المقطوعات وقف سالم حسين وسط القاعة ونادى: (كنت فارس العود، وما زلت كذلك طوال السـنين).
توفى رحمه الله عام 2007 وفُجعت الموسيقى العربية برحيل أحد أعلامها البارزين.
المصادر:
ـ الموسيقار سلمان شكر الفيلي، احمد ياري / باحث في شؤون التراث والفلكلور الفيلي