الأستاذ الدكتور إبراهيم العلاف
28 Apr
28Apr

مجلة سماء الأمير:

وآل بطي أسرة موصلية كريمة وعريقة كان لها دورها في تأسيس الصحف والكتابة عن تاريخ الصحافة العراقية والعمل النقابي الصحفي في العراق طوال فترة طويلة. طبعا، سنة 1929 هي السنة التي أصدر فيها الأستاذ روفائيل بطي (أبو بديع) جريدة "البلاد" البغدادية، وسنة 2016 هي السنة التي توفي فيها مؤرخ الصحافة العراقية المعاصرة الدكتور فائق روفائيل بطي.

وآل بطي توقف عندهم المرحوم الأستاذ بهنام جبابة في كتابه عن "الأسر المسيحية في الموصل" وقال إن الأستاذ روفائيل بطي صاحب جريدة "البلاد" البغدادية كان رجلاً ذكيًا عصاميًا طموحًا وأصبح مديرًا عامًا للمطبوعات ثم وزيرًا في العهد الملكي، وهو من تلاميذ مدرسة مار عبد الأحد للآباء الدومنيكان، توفي سنة 1956 عن عمر يناهز 55 سنة، وابنه الدكتور فائق من أعلام الصحافة العراقية، وتوجد في الموصل أكثر من أسرة مسيحية تحمل لقب "بطي".وروفائيل بن بطرس بن عيسى بن بُطيِّ، وهذا اسمه الكامل، وبطي أصلها "بطرس"، ولد في الموصل من أبوين سريانيين أرثوذكسيين. كان له دوره السياسي العروبي القومي المؤيد لثورة مايس 1941 المعروفة بحركة رشيد عالي الكيلاني، وقد اعتقل بعد فشل الحركة، وخلفه في رئاسة تحريرها، أي تحرير جريدته "البلاد"، الصحفي السوري فؤاد الشايب.والمرحوم الأستاذ روفائيل بطي أول من أرخ وألقى محاضرة في معهد الدراسات والبحوث العربية التابع لجامعة الدول العربية في القاهرة عن تاريخ الصحافة العراقية، وكتابه موجود.

كما أن له كتبًا أخرى منشورة هي:

  1. الأدب العصري في العراق

  2. سحر الشعر

  3. الربيعيات

الأستاذ أكرم الشيخ مقلد كتب مرة يقول إن ثمة علاقة ربطت بين والده الشيخ مهدي مقلد والصحفي روفائيل بطي، وجميع قصائد والده، ومنذ سنة 1938، كان يسبقها تعليق للمرحوم روفائيل بطي أبو بديع. وفي ثاني يوم وفاته عام 1956، ظهرت "صفحة سينما الحياة فارغة" عدا بيتين من الشعر لصديقه الشيخ مهدي مقلد جاء فيهما:سِنِّمَا الحياةُ حُرِمَتْ منْ قلمٍ إذا مَا جَالَ كَانَ الصَّارِمَ المَسْلُولَا فَاكْسُ عَلَيْهِ بُكَاءَ ثَاكِلَةٍ إِلَى يَوْمٍ يُرَدُّ القَبْرُ رُوفَائِيلَاويوم أربعين الفقيد كان والده واحدًا من أعضائها. وسأرسل لاحقًا المادة التي نشرتها جريدة البلاد في عددها 4631 الصادر في 32/4/1956، ونشرتها أنا في مؤلفي "الشيخ مهدي مقلد.. سيرة وديوان".لقد أكمل ولده الدكتور فائق روفائيل بطي مسيرته وأصدر عددًا من الكتب منها كتابه "الموسوعة الصحفية العراقية". 

توفي يوم الاثنين 26 كانون الثاني - يناير سنة 2016 عن عمر يناهز 81 سنة. ومن أولاد روفائيل بطي الأستاذ سامي، وعمل في الصحافة أيضًا وهو أبو الدكتور باهر سامي روفائيل بطي Baher Butti. والدكتور باهر سامي روفائيل بطي (مواليد 1961) وهو طبيب مختص بالطب النفسي وخريج الكلية الطبية في جامعة بغداد دورة 1984 ويعيش حاليًا في الولايات المتحدة الأمريكية. كما أن من أولاد روفائيل الأستاذ كمال روفائيل بطي عمل رئيسًا لتحرير جريدة "البلاد" بعد وفاة والده. والجريدة كانت تصدر عن "دار البلاد".من جهته، أوضح مستشار نقابة الصحفيين العراقيين ورئيس فرع كربلاء المقدسة نعمة عبد الكريم الخفاجي لـ مراسل وكالة النبأ (الأخبار) تعليقًا على وفاة الدكتور فائق روفائيل بطي يقول: "ولد الفقيد الدكتور فائق بطي في بغداد سنة 1935، وحصل على شهادة البكالوريوس في الصحافة من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وعاد إلى العراق سنة 1963 ليترأس تحرير جريدة البلاد آنذاك"، مضيفًا: "يُعد الفقيد بطي من مؤسسي نقابة الصحفيين العراقيين، وقد حصل على الدكتوراه في الصحافة من موسكو، وقد غادر العراق في نهاية السبعينيات إلى أوروبا وتنقل بين الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى".

وأشار الخفاجي إلى أن "الفقيد فائق هو نجل الوزير والأديب والصحفي روفائيل بطي (1901 - 1956) والذي انتُخب نائبًا عن البصرة ست دورات ثم انتُخب عميدًا للصحفيين وأصبح وزيرًا للدولة مرتين". وقال: "أصدر الفقيد بطي أكثر من 15 مؤلفًا، ومن أهم أعماله موسوعته الكبيرة التي صدرت بأسماء عديدة ("موسوعة الصحافة العراقية"، "موسوعة الصحافة الكردية"، "موسوعة الصحافة السريانية") والتي أصبحت اليوم مراجع مهمة لا يُستغنى عنها في دراسة تاريخ الصحافة العراقية".

وأضاف: "تُعد كتبه الأولى من تُحف مكتباتنا ككتابه "أبي" الصادر سنة 1956، وكتاب "صحافة تموز"، وكتاب "تطور الصحافة العراقية"، وكتاب "صحافة الأحزاب وتاريخ الحركة الوطنية"، وكتابه "الصحافة اليسارية في العراق"، وكتابه "صحافة المنفى"، ومذكراته التي أعاد بها هيبة أدب المذكرات في العراق".رحم الله الأستاذ الأب روفائيل بطي، ورحم الله ولده الدكتور فائق، وطيب ثراهما، وجزاهما خيرًا على ما قدما للأدب والصحافة والثقافة في العراق.


تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة