أستاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل
كان الموسم العلمي والثقافي التاسع للكلية التقنية الهندسية في الموصل (حالياً الجامعة التقنية الشمالية )، والذي افتتح يوم 5-5- 2013 فرصة لتكريم عدد من الأساتذة والباحثين الأحياء منهم والمتوفين.
ومما أسعدني أن الكلية كرمت ابنتي الشهيدة المهندسة المدنية السيدة هبة إبراهيم العلاف وكانت تعمل في الكلية والتي توفيت - رحمها الله ـ وهي بعمر الزهور اثر إصابتها بسرطان الغدد اللمفاوية، وعمرها لم يزد على الـ (34) عاماً، ودفنت في مقبرة سحاب بالعاصمة الاردنية عمان وذلك في 19-12-2008.. كُرمت بنسخة من القرآن الكريم محفوظة في إطار خشبي مزخرف جميل وبدرع الكلية وبشهادة علمية.
ومما جاء في الشهادة: "عرفاناً من عمادة الكلية التقنية الهندسية - الموصل بالجهود التي أسهمت بها المغفور لها السيدة هبة إبراهيم خليل العلاف (رحمها الله) في ديمومة عمل الكلية ووصولها الى ما وصلت اليه بمعية الخيرين من منتسبي الكلية نقدم هذه الشهادة لتبقى ذكرى أمام محبيها.... والله ولي التوفيق ..... الدكتور اياد يونس عبدالله - العميد 5-5-2013 وقد حضرتُ الاحتفال، وألقيتُ كلمة شكرت فيها السيد عميد الكلية الأخ الدكتور اياد يونس عبد الله على مبادرته المعبرة هذه وجعل ما يقوم به في ميزان حسناته ..
رحم الله ابنتي الشهيدة التي توفيت في عمان - الأردن حيث كنا نعالجها في (مركز الحسين للسرطان)، ودفنت في مقبرة سحاب. ومن الغريب إن زوجها السيد راكان محمد وجيه خليل العلاف قد توفي بالمرض ذاته رحمه الله مع أنه للأسف الشديد تركها، ورفض أن يصحبها في رحلة العلاج بمركز الحسين للسرطان بعمان ـ الأردن ورافقها أخواها الدكتور نشوان والدكتور هشام حفظهما الله ووفقهما.
وللتاريخ أذكر أن المرحومة ابنتي، ابنة كاتب هذه السطور السيدة هبة من مواليد 3 آذار سنة 1974، كانت أثناء طفولتها في روضة الرياحين ثم في مدرسة الثقافة الابتدائية، وقد أكملت دراستها الثانوية في ثانوية الطلائع، ودخلت قسم الهندسة المدنية في كلية الهندسة – جامعة الموصل وتخرجت وعينت معيدة ومهندسة في قسم هندسة تقنيات البناء والإنشاءات - الكلية التقنية. خصصتُ بعد وفاتها وإحياء لذكراها جائزة تمنح للباحثين الشباب باسم (جائزة هبة العلاف) مقدارها مليون دينار عراقي مع جوائز تكريمية وشهادات تقديرية للباحثين الشباب، وأول ما منحت الجائزة في العام 2010 للباحثين في حقل التاريخ، وفي العام 2011 مُنحت للباحثين والباحثات في ميدان الهندسة المدنية، وفي العام 2012 مُنحت للباحثين والباحثات في علم الاقتصاد . وفي العام 2013 خصصت "لبحوث علوم القرآن الكريم وكان لإعلان الجائزة ومنذ إطلاقها قبل سنوات، صدىً طيب في الأوساط العلمية والثقافية باعتبار أن ذلك إحياءً لتقليد عربي وإسلامي الغاية منه تشجيع البحث بين الشباب .
في 16 نيسان عام 2010 نشر موقع ميدل ايست اون لاين الألكتروني، موضوعاً بعنوان (إبراهيم العلاف يطلق جائزة هبة العلاف لبحوث الهندسة المدنية) جاء فيه: "أطلق الأستاذ الدكتور إبراهيم العلاف مدير مركز الدراسات الإقليمية في جامعة الموصل جائزة سنوية تحت اسم (جائزة هبة العلاف)، تمنح ـ حسب قول العلاف - للباحثين الشبان ممن هم دون سن الأربعين عاماً، بعد كتابتهم لبحوث في (مجال الهندسة المدنية)، وقيمتها مليون دينار عراقي.
ونوه العلاف إلى أن إطلاق هذه الجائزة جاء إحياءً لذكرى ابنته المهندسة المدنية والمعيدة في الكلية التقنية في الموصل بالعراق السيدة "هبة" والتي توفيت في مستشفى الحسين للأمراض السرطانية بالأردن بعد إصابتها بسرطان الغدد اللمفاوية وهي في عز شبابها قبل سنتين.
وعن الهدف من الجائزة أضاف العلاف أنها "لتشجيع الباحثين الشبان على إنجاز بحوث أكاديمية رصينة في جوانب حية ومهمة من جوانب الهندسة المدنية والسعي باتجاه نشرها ووضعها في متناول الناس." وستتضمن المشاركة حسب العلاف "كتابة بحث في موضوع معين من موضوعات الهندسة المدنية تتراوح صفحاته بين 15 - 25 صفحة وتراعى فيه الشروط العلمية والأكاديمية"، ومشيراً إلى أن مبلغ الجائزة سيوزع حسب درجات الفوز الثلاث، فسيحصل الفائز الأول على 500 ألف دينار، والفائز الثاني على 300 ألف دينار، والفائز الثالث على 200 ألف دينار. كما ستمنح جوائز وشهادات تقديرية للمشاركين في الجائزة من غير الفائزين . وتابع العلاف "سيتم التقديم الى الجائزة في الأول من شهر مايو/آبار، وتنجز البحوث في 15 شهر سبتمبر- أيلول، وتعلن النتائج في 15 نوفمبر/ تشرين الثاني".
مشدداً على أن هناك لجنة ستشكل من أساتذة متخصصين متميزين لتقويم البحوث المقدمة، إضافة إلى أن هناك شهادة تقديرية ستمنح للفائزين وسيقام لهم احتفال خاص .
كما أعرب العلاف عن أمله بأن تقدم البحوث المشاركة في الجائزة إلى إدارة مركز الدراسات الإقليمية في جامعة الموصل. ومن الجدير بالذكر أن الجائزة منحت في العام الماضي للباحثين في (مجال التاريخ الحديث)، وكان لإعلان الجائزة صدى طيب في الأوساط العلمية والثقافية باعتبار أن ذلك إحياء لتقليد عربي وإسلامي الغاية منه تشجيع البحث بين الشباب . وفي السنة التالية خصصت جائزة هبة العلاف للبحوث التاريخية وبعدها للبحوث الاقتصادية وكتبت في مدونتي في حينها: "احتفالية توزيع جائزة هبة العلاف للبحوث الاقتصادية ما يأتي:
"جرت في قاعة المناقشات بكلية الإدارة والاقتصاد بجامعة الموصل هذا اليوم الأربعاء 20 حزيران 2012 ،وبرعاية الأستاذ الدكتور أبي سعيد الديوه جي رئيس جامعة الموصل وعدد من السادة العمداء وجمع كبير من الحضور احتفالية توزيع جائزة هبة العلاف للبحوث الاقتصادية ـ الدورة الثالثة 2012. وابتدأت الاحتفالية بتلاوة آيات بينات من القرآن الكريم. وبعد ذلك أعلن الأستاذ ثامر معيوف مدير إعلام الجامعة بيان لجنة الجائزة والتي خصصت هذا العام 2012 للباحثين الشباب ممن هم دون سن الثلاثين عاماً، بعد كتابتهم لبحوث في مجال علم الاقتصاد وقيمتها (مليون دينار)، وقال: إن اللجنة المكلفة باختيار البحوث الفائزة برئاسة الأستاذ الدكتور أنمار أمين حاجي البرواري وعضوية كل من الدكتور سعد محمود الكواز والدكتور فريد السيفو، قد انجزت أعمالها وتوصلت الى مايأتي:
1.الفائز الاول هي (الآنسة تهاني صالح مجبل) وعنوان بحثها هو: "كمية النفايات السكنية الصلبة واحتياجات الحاويات في حي سومر بمدينة الموصل"، وبإشراف الدكتور أبي صبري الوتار، وقيمة الجائزة ( نصف مليون دينار).
2.الفائز الثاني هو (السيد وافي سلام سليمان) وعنوان بحثه: "الأزمة المالية وتذبذب النمو الاقتصادي في تركيا"، وبأشراف الدكتور مروان عبد المالك ذنون، وقيمة الجائزة 300 ألف دينار. 3.الفائز الثالث هي (الآنسة هاودنَك طلعت محمد) وعنوان بحثها: "الموارد الزراعية في الوطن العربي وآفاق تحقيق الامن الغذائي العربي"، وبإشراف الدكتور عماد حسن النجفي وقيمة الجائزة 200 ألف دينار.
ثم ألقى الأستاذ الدكتور أبي سعيد الديوه جي رئيس الجامعة كلمة أشاد فيها بفكرة الجائزة وقال إن هذا إحياء لتقليد إسلامي ودعا الى أهمية الاقتداء بأفكار كهذه تهدف الى تشجيع العلم، ودفع الشباب الى ارتياد مجاهيله.
كما ألقى الأستاذ الدكتور فواز جار الله نايف الدليمي عميد كلية الإدارة والاقتصاد كلمة أشار فيها الى دور الكلية في تيسير إنجاز إجراءات تقييم البحوث المقدمة لنيل الجائزة.
وألقى الأستاذ الدكتور أنمار امين حاجي رئيس لجنة تقييم الجائزة كلمة قال فيها إن اللجنة عقدت اجتماعات عدة ونظمت استمارة لتقييم البحوث بشكل علمي وتوصلت بموضوعية الى البحوث التي استحقت الجائزة.
تفضل السيد رئيس الجامعة لتوزيع الجوائز بين الباحثين الفائزين، ثم قدم الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف نسخاً من القرآن الكريم للسيد رئيس الجامعة والسيد عميد كلية الإدارة والاقتصاد والسادة المشرفين على البحوث ومدير إعلام الجامعة الأستاذ ثامر معيوف، وألقى كلمة ختامية في الاحتفالية قال فيها: "ما أروع أن يحول الإنسان مصابه إلى شيءنافع للناس، وما أروع أن يتفاعل الناس مع كل عمل خير ومفيد .. وها نحن اليوم .. إخواني ـ أخواتي، اجتمعنا على الفعل الخير والمفيد .. إنه عمل كان آباؤنا وأجدادنا يحرصون على القيام به وأقصد تشجيع طلبة العلم واحتضانهم والأخذ بيدهم لما فيه خير البلاد والعباد .. لقد كانت فقيدتنا، هبة ، رحمها الله من اللواتي أحببن العلم، فكانت متميزة في كل مراحل دراستها الابتدائية والمتوسطة والإعدادية، وفي قسم الهندسة المدنية، وعينت معيدة في المعهد الفني ثم الكلية التقنية في الموصل، لكن المرض داهمها وهي لما تتجاوز الـ (34) سنة من عمرها.. لا أقول إنها ابتليت ولا أقول إنها ظلمت .. لكني أقول إنني احتسبتها عند الله شهيدة غريبة، مرضت وعولجت في مركز الحسين للسرطان في عمان بالأردن وأجريت لها عملية زرع النخاع، وشفيت ثم انتكست وتوفيت ودفنت في مقبرة سحاب بالأردن .. دعاؤنا لها بالرحمة ولكم الشكر والتقدير، أخص الأستاذ الدكتور أبي سعيد الديوه جي رئيس الجامعة والإخوة مساعديه وللسادة العمداء والسيد رئيس لجنة تحكيم الجائزة والأعضاء الكرام والسادة المشرفين على البحوث والمقيمين لها وللطلبة الفائزين أقدم أجمل التهاني بالفوز..." وكما هو معروف فإن الجائزة جاءت إحياءً لذكرى المهندسة المدنية والمعيدة في الكلية التقنية في الموصل بالعراق السيدة "هبة ابراهيم العلاف "، والتي توفيت في مستشفى الحسين للأمراض السرطانية بالأردن يوم 20 كانون الاول ـ ديسمبر سنة 2008، بعد إصابتها بسرطان الغدد اللمفاوية وهي في عز شبابها.
وعن الهدف من الجائزة قال الدكتور العلاف: إنها تجيء "لتشجيع الباحثين الشبان على إنجاز بحوث أكاديمية رصينة في جوانب حية ومهمة من جوانب العلم والمعرفة والسعي باتجاه نشرها ووضعها في متناول الناس." وكما هو معروف فإن المشاركة في الجائزة تضمنت "كتابة بحث في موضوع معين من الموضوعات الاقتصادية"، تتراوح صفحاته بين 15 - 25 صفحة وتراعى فيه الشروط العلمية والأكاديمية وبإشراف أحد الاساتذة المتخصصين. ومن الجدير بالذكر أن الجائزة منحت في العام 2010 للباحثين في مجال التاريخ " وفي العام 2011 " في ميدان "الهندسة المدنية وفي هذا العام 2012 للباحثين في علم الاقتصاد. وفي العام القادم 2013 ستكون مخصصة " لبحوث علوم القرآن الكريم" وكان لإعلان الجائزة ومنذ اطلاقها قبل سنوات، صدىً طيب في الأوساط العلمية والثقافية باعتبار أن ذلك إحياءً لتقليد عربي وإسلامي الغاية منه تشجيع البحث بين الشباب .
أعود فأقول، إن ابنتي المهندسة المدنية الشهيدة السيدة هبة إبراهيم العلاف تركت بين يدي (دفتر) صغير وجدت فيه أنها دونت جانباً من مذكراتها وابتدأت الدفتر دفتر المذكرات بكلمات جميلة جاء فيها " بسم الله الرحمن الرحيم .. هذا الدفتر هدية من الطفلة الحلوة بسناء الى أختها الكبيرة هبة .. أنا وأسرين نحبك بسناء وأسرين تدعوان لك بالشفاء وتطلعين سلامات ..ووضعت صورة لقلب فيه من الجهة اليمنى اسم بسناء وفي الجهة اليسرى هبة ". وبسناء من أسرة أردنية كانت جيران هبة في تلاع العلي بشقتها التي أجرتها لها وطلبت منها وهي في رحلة العلاج أن تبقى فيها دوماً بعد أن هجرها زوجها ورفض مرافقتها في رحلة العلاج، وقلت لها أنا اتكفل بالإيجار ورجوتها أن تستعين بخادمة فليبينية إن أرادت، وبعد إجراء عمليتها عملية زرع النخاع في مركز الحسين للسرطان والتي كلفت الكثير من ملايين الدنانير العراقية وبالعافية عليها تحملتها عن طيب خاطر والحمد لله رب العالمين.
نعود الى (دفتر المذكرات) وأقول كانت هبة مثقفة تعلمت تعليماً راقياً، وعودتها على القراءة هي وأختها الدكتورة لمى واخويها الدكتور نشوان والدكتور هشام ، وكانت تقرأ القصص والروايات والشعر، لهذا كان أسلوبها رائعاً ..
في الصفحة الثانية من مذكراتها كتبت العبارات الآتية:
أسلم وأعلم إن كنت تعلم أنه من يرحم يُرحم .. ثم قالت بالرغم من مرضها "وابتسم للدهر دوماً إن يكن حلواً ومراً ولتقل إن ذقت هماً إن بعد العسر يسراً". وبعدها ذكرت آيات من سورة النور بسم الله الرحمن الرحيم: الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري ..........والله يرزق من يشاء بغير حساب". ثم أرفقت الآية بدعاء: "اللهم إني ضعيف فقوني في رضاك ضعفي وخذ الى الخير بناصيتي ..." وبعدها سطور من سورة (المؤمنون) ودعاء وسطور من سورة ياسين ودعاء وسطور من سورة الفجر، وابتدأت يوم 1 من تموز ـ يوليو سنة 2008 بكتابة المذكرات، وقالت: بدأت رحلتي العلاجية في مركز الحسين للسرطان، الطابق الرابع وحدة زراعة النخاع الذاتية. لقد كنت خائفة بعض الشيء ولكنني كنت أهيئ نفسي لمواجهة هذا المعركة التي أسمع عنها منذ نحو اربعة أشهر واترقبها وخصوصاً في ظرفي هذا السيء حيث اضطررت للبقاء لوحدي بعد مغادرة أخي هشام وبانتظار أن يأتي أخي نشوان ليحل محله في مرافقتي، ولكن هذه الخطوة مع أنها كانت قاسية لكنني تعلمت أن اعتمد على نفسي أكثر".
ثم تحمد الله الذي أوقف بجانبها أناساً مثل بيت (أبو أحمد) "وابنتهم بسناء التي دخلت قلبي كثيراً وقد تعلمت منها الكثير بالرغم من صغر سنها، فهي في الثامنة من العمر وأنا في الأربعة والثلاثين ولكنني استفدت من كون لديها القابلية على التعبير عن نفسها بحرية والتعبير عن رغباتها بكل وضوح وصراحة، وإنني لا أملك هذه الخاصية خصوصاً عندما يكون هناك حولي أناس يثبطون معنوياتي حيث أشعر حينها بأنني مقيدة ولا استطيع التحرك وهذه العادة هي سيئة في نظري" وهنا تقصد زوجها وأهل زوجها حيث كانت تعيش قبل إصابتها بالمرض اثر مداهمة قوات من الجيش الأميركي المحتل للمزرعة التي كانوا يعيشون فيها، مما أدى الى إصابتها بالسرطان ومن ثم إصابة زوجها بالمرض ذاته.
في دفتر الذكريات، وسأنشره كاملاً إن شاء الله، تتحدث عن ذهابها الى السوق مع أم أحمد لشراء بعض لوازم المبيت في المستشفى، وتقول:"في صباح يوم الدخول الى المستشفى أتى إلي (أبو سنر وهو الأستاذ أسامة ابراهيم الجلبي وقد كلفت ولديّ بإيصال أجور العملية اليها) وأعطاني أحور عملية زراعة النخاع الشوكي الباهظة وذهبت الى المستشفى ... وتروي قصة اخذها للجرع الكيماوية وتحدثت عن الدكتور اياد الأحمد ومساعدته وقالت إنها تكن له كل الاحترام والتقدير وكذلك الدكتور عمر الراوي والممرضين والممرضات وعن السيدة ام مختار وعن يوم العملية وتشيد بموقف أختها الدكتورة لمى وتشكر إدارة المستشفى التي وفرت لها لابتوباً وإتصالاً بالأنترنت وقالت إن أم احمد إتصلت بها وصديقتها أروى من الموصل".
كتبت "لقد شعرت من خلال مرضي هذا أنني والحمد لله محبوبة جداً من قبل الناس إلاّ من البعض والذين خانوني وغدروا بي حتى شعرت بأن تعبي معهم كان ضائعاً وفي مقدمة هؤلاء كان زوجي بالاضافة الى خالي وأهله الذين لم يكلفوا أنفسهم حتى مجرد السؤال عني، حسبي الله ونعم الوكيل .. كم أمضيت من وقت وأفنيت من جهد لإرضائهم ومجاراتهم ولكنني لم اتمكن من ذلك... كنت أشعر معهم بأنني مكبلة بالسلاسل والقيود من قبل زوجي راكان والذي لم يحاول تعزيز ثقتي بنفسي بل على العكس كان يثبط معنوياتي وينظر إلي نظرة الضعيف يا الله .. يا الله .. كم تؤلمني هذه الذكريات وتجعلني أشعر بمدى الظلم والحيف الذي تعرضتُ اليه".
وتقف لتتحدث عني، عن والدها (إبراهيم العلاف)، فتقول: "أسأل الله أن يرضى عنه في الدنيا والآخرة، فقد كان خير عون لي في شدتي.. أطال الله عمره وأمده بالصحة والعافية. لقد كانت المسؤولية الملقاة على عاتقه عظيمة جداً، ولكنه أب حنون وطيب، حيث وفر لي مبالغ العملية بكل جرأة ورجولة وشهامة، حتى إنه لم يكن يخبرني كيف أتى بهذه المبالغ وكان دائماً ما يقول لي لا تحملي هماً فإن المال موجود .. كم أجهدني موضوع الأجور، فقد كانت باهظة جداً ومبالغ خيالية، فقد أنفقت ما يقارب 60000 ألف دولار أمريكي حتى الآن".
وتواصل: "أسأل الله تعالى أن يعين أبي، وأن يسعده في حياته الجديدة مع زوجته الجديدة الدكتورة سناء، والتي قال عنها إنها امرأة جيدة ومثقفة، اتمنى أن تسعده وتريحه ... لقد كان لرحيل أمنا الغالية (لطفية طه محمد العبيدي) اثر كبير على حياتنا ... كانت أماً رائعة وكتلة من الحنان والمشاعر والقيم".
أكتفي بهذه المقتبسات من دفتر مذكرات ابنتي وأعد بنشرها إن شاء الله تعالى. رحم الله ابنتي الشهيدة هبة، فقد نجحت العملية عملية زرع النخاع، وخرجت من المستشفى يوم السبت 27 تموز 2008 وزرتها وزوجتي الدكتورة سناء في آب 2008 وقضينا وقتاً معها كانت جميلة بحيث اصطحبتنا الى أماكن لطيفة، لكنها أصيبت بعدها بالأنفلونزا وانتكست وتوفيت يوم 19 كانون الأول سنة 2008، ودفنت في مقبرة سحاب بالعاصمة الاردنية عمان.
****
*فصل من كتاب الدكتور إبراهيم خليل العلاف، نساء عراقيات، دار ماشكي للنشر والتوزيع، الموصل ،2022، ص 164-171