هل سمعتم من قبل عن هذا الاسم؟
ننه خاتون امرأة شعبية تركية عرفت ببسالتها وشجاعتها وعزمها، فهي واحدة من نساء الأتراك التي تركت أثراً عظيماً وراءها، وهي رمز للمرأة التركية ولها تمثال في حي العزيزية في مدينة أرضروم التركية بيدها بندقية وتحمل على ظهرها ابنتها الرضيعة ذات ثلاثة أشهر.
ولدت ننه خاتون في 8 آب عام 1857في إحدى أحياء مدينة أرضروم التركية وهو حي العزيزية الذي يقع بالقرب من حصون المنطقة، وكانت أماً لأربعة ذكور وبنتين ، وفقدت زوجها وابنها يوسف في الحرب العالمية الأولى وشقيقها في حرب الروسية - التركية.
هذه قصة ننه خاتون :
في ليلة السابع من شهر تشرين الثاني عام 1877 استولى الجيش الروسي على حصن العزيزة الواقعة في مدينة أرضروم، وفي الصباح الباكر عندما تلقت ننه خاتون الخبر قبلت جبين شقيقها حسن (الذي أصيب بإصابات بليغة ليلا أثناء مقاومته الروس وتوفى بين ذراعيها) وأقسمت ان تنتقم لموته وتنتقم لأهالي العزيزية وتركت رضيعتها ذات الثلاثة أشهر في المهد في حالة يرثى لها، فانضمت ننه خاتون وعمرها لا تتجاوز العشرين عاماً إلى أهالي العزيزية المتكونة من النساء وكبار السن للقاء الروس لتحرير الحصن من قواتهم حيث كانت تركض في المقدمة وسبقت الجميع وبيدها فأس وبندقية شقيقها الشهيد حسن أما أسلحة أهالي العزيزية فكانت معدات زراعية، فؤوس، سكاكين وحجارة مقابل أسلحة الروس الثقيلة. أهالي العزيزية قاوموا الروس بمعداتهم الخفيفة واستطاعوا دخول الحصون بعد كسرهم أبوابها الحديدية وقد قدموا مئات الشهداء من أهالي العزيزية وفي النهاية غلبوا على المهاجمين الروس، أما ننه خاتون فقد عُثِر عيها وهي فاقدة الوعي ومصابة بإصابات بليغة لكن يديها الملطختين بالدماء كانتا تقبضان على فأسها، فبالرغم من إصابتها كانت تداوي الجرحى وتطبخ لهم.
كانت ننه خاتون منسية حتى 30 آب عام 1952 يوم إعطائها لقب (ام الجيش الثالث) ، بعد هذه الفترة حتى وفاتها أي خلال السنوات الأخيرة من عمرها كان الناس يزورونها في منزلها لتقبيل يديها والاستماع لها وهي تسرد ذكرياتها وبطولاتها وكانت فخورة جداً بما تسرد من بطولاتها العظيمة.
في عام 1954 وللمرة الأولى احتفل اتحاد المرأة التركية في تركيا بعيد الأم وجرى تكريمها بلقب (أم الأمهات)، بعد حرب الاستقلال التركية .
زارها الجنرال الأمريكي ريد جواي في عام 1952 وعند سؤاله عما اذا كان من الممكن أن تشارك في حرب جديدة فكانت إجابتها للجنرال (عندما كنت شابة فعلت ذلك والآن بالرغم من كبر سني بالتأكيد سأفعل وعلى أكمل وجه وبشجاعة عظيمة). هكذا عاشت ننه خاتون عزيزة النفس ، شجاعة ، قوية ومحبة للناس ، كانت رمزا ليست للمرأة التركية فقط وإنما لنساء العالم، وافاها الاجل بعد إصابتها بمرض الالتهاب الرئوي في 22 مايس عام 1955 في مستشفى نومونا في مسقط رأسها في حي العزيزية وكانت أخر من تبقى على قيد الحياة بين المشاركين والمشاركات في الحرب الروسية – التركية. رحم الله ننه خاتون واسكنها الفردوس الأعلى من الجنة وستبقى في ذاكرة الجميع وتبقى قدوةً ورمزاً لنساء العالم لشجاعتها وعزمها وبسالتها.