لأنها ربيبة اهم مدرسة مسرحية في العراق منذ منتصف الستينيات (فرقة المسرح الفني الحديث)، ولأنها رافقت عمالقة الوعي الإنساني الباعث على الآمال، وانصتت اليهم بكل جوارحها، حتى انتمت بكلها الى المكان (مسرح بغداد) بكل مكوناته الروحية والثقافية، وقد لا أقول غريباً إذا ما قلت وسياسياً، فناهدة الرماح بقدراتها الأدائية التجسيدية منذ خطواتها الأولى في فيلم (من المسؤول) في العام 1956 أكدت من خلاله حساسية عالية وجريئة في عالم التمثيل النسوي في العراق. برغم أن السينما ما كانت تشكل ثقلاً مهماً بين محبي الفن، لكنها لفتت الأنظار اليها .
اختارت ، بوعي، انتماءها المتميز إلى مدرسة المسرح في العراق (فرقة المسرح الفني الحديث) أول أدوارها الكبيرة شخصية (امرأة خرساء) في مسرحية (الرجل الذي تزوج امرأة خرساء) في العام 1957، وعلى (الملك فيصل) المسماة حاليا (قاعة الشعب)، لتصبح الفنانة الأهم في المشهد المسرحي العراقي *كشفت بجدارة عن ممثلة عراقية ـ شعبية، تتمتع بمرونة ذهنية غير عادية، جعلتها تجرب الخوض بمسرحيات تجريبية مركبة مثل:
ـ مسرحية (حكاية الرجل الذي صار كلبا) للكاتب: اوزوالدو دراجون، وإخراج: قاسم محمد، شاركها التمثيل: صلاح القصب، روميو يوسف، خليل عبد القادر.
- مسرحية (بغداد الأزل بين الجد والهزل) للمخرج الراحل : قاسم محمد.
ـ مسرحية (الخرابة) ليوسف العاني وإخراج مشترك: لقاسم محمد وسامي عبد الحميد.
ـ مسرحية (النخلة والجيران) للكاتب: غائب طعمة فرمان، وإخراج: قاسم محمد.
ـ مسرحية (الشريعة) ليوسف العاني، وإخراج: قاسم محمد. ـ مسرحية (نفوس) إعداد وإخراج: قاسم محمد.
ثم تبعتها بمجموعة من المسرحيات، حتى جاءت الكارثة بفقدان بصرها وهي على خشبة المسرح، تؤدي دورها في مسرحية (القربان)، للكاتب: غائب طعمة فرمان، وإعداد: ياسين النصير، وإخراج: فاروق فياض.
كرست ناهدة الرماح حياتها وفنها في خدمة المسرح العراقي، وفي مختلف الظروف، بل وفي أكثر تلك الظروف قساوة فقد قدمت عروضا مسرحية في بلدان مختلفة رغم محنتها في النفي والغربة، وفقدان البصر.
ومن أفلامها السينمائية : (من المسؤول ؟ 1956 - الظامئون 1973- يوم آخر 1979).
قدمت ناهدة الرماح الكثير، وحققت الكثير من خلال تنقلها بين لندن، والإمارات العربية، وسوريا، ولعل دورها في (مسلسل الباشا)، للمخرج: فارس طعمة التميمي، إلاّ دليل على تواصلها، وحبها للناس والحياة.ِ
تظل ناهدة الرماح معلماً مهماً من معالم فهم دور الفنان وأهميته في جميع الحقب التي تحاول الحكومات انهاء دور الفن ومحو آثاره التأثيرية!!