(أريد أن أكون امرأة بلا نماذج يحتذى بها).. تقول النسوية والطبيبة النفسية ماريا غاليندو التي كانت ومازالت تدافع بشدة عن حقوق النساء من ضحايا الاعتداء والتحرش الجنسي الناجم عن الكاريزما (الذكورية). ولدت ماريا غاليندو عام 1964 في كوتشابامبا المدينة التي تقع في وسط بوليفيا لعائلة من الطبقة المتوسطة.. غادرت بوليفيا بتأشيرة راهبة للدراسة في جامعة الفاتيكان. وعادت اليها عام 1992، لتشارك في تأسيس حركة "خلق المرأة"، وهي حركة اجتماعية بوليفية تواجه التحيز الجنسي. تفهم غاليندو أن وسائل الإعلام هي من الأنظمة التي تحدد بشكل مجازي لكل فرد مكانه وهويته.. المجتمع بأكمله عبارة عن (خزانة ذات أدراج) حيث يكون لكل فرد مكانه الصغير، مع موضوعاته ومحتوياته وأوراقه ونصوصه الرسمية.(لكل هوية، درج.. الدرج الذي يخزنك)، يحدد بالتالي الأماكن التي يشغلها الناس كالمعاقين والعاطلين عن العمل، وكذلك العمال والنساء وغيرهم: كل واحد في مكانه، في درجه وبمعزل عن البقية.بسبب أفعالها المثيرة للجدل (وملابسها وما ترتديه من اكسسوار وكذلك أفكارها المتمردة) غالباً ما يتم وصفها بأنها متمكنة من فن الأداء أو مسرح الشارع، فقد تم القبض والاعتداء عليها لمرات عديدة من قبل الشرطة البوليفية على الرغم من أن شقيقها الأكبر، خوسيه أنطونيو، كان وزيراً للرئيس السابق كارلوس ميسا (2003-2005).سعت غاليندو في مواجهة الاقتصاد الرأسمالي القائم على الاستغلال والخراب البيئي، إلى استخدام الروحانية الفنية لـ "جاليندو" في الارتجال عند الاداء، بما في ذلك مشاركة الجمهور في أعمالها واستثمارها في حياة جديدة كطواطم ثورة شعرية تهدف إلى تحدي أنماط إدراكنا التقليدية. وتنتمي ممارساتها الأكثر في الفن إلى سلالة (فن الشامان) الذي يأخذنا أيضا إلى أعمال الروائي والكاتب المؤرخ بيدرو ليميبل، والرسام الايطالي سيباستيانو ديل بيومبو المتأثر بنص (أبو كاليبسيس نوفا) إذ تنبأ هذا النص بـ (القس الملائكي) الذي سيأتي بعصر جديد من السلام، وكذلك الرسامة أو الفنانة البرازيلية ليجيا كلارك التي اشتهرت بسلسلة (حنين الجسد) بقصد التخلي عن إنتاج الأشياء الفنية من أجل خلق فن متجذر في الحواس، والفنان الأمريكي والنحات المصور بيث ستيفنز، وفنان الأداء المكسيكي الكاتب غييرمو جوميز بينيا، وغيرهم.كما واقترحت غاليندو القطيعة مع منطق تخصيص الهوية. وتقول: "إذا وضعت نفسك خارج ذلك المكان، فإنك تضع نفسك في مكان غير مريح. وهو المكان الصعب وغير المخصص، لأنه يبتعد عن الاستقرار". كذلك، فقد كانت تصرح دوماً في أنه من الضروري بذل المزيد من الجهد من أجل أن تتجاوز خطاب (أنا نفسه)، لغرض التخلي تماماً عن النص الرسمي المعين. من الضروري أن (تخرج من هذا النص، من مكان توكيد الذات وتكون قادراً على تجاوز ذلك المكان). وتعد ماريا غاليندو التي عملت كمقدمة إذاعية وتلفزيونية من كتاب السيناريو ولديها أيضا العديد من الإصدارات، كما وتعمل حالياً على نظرية جديدة تجادل في أنه يجب عدم السماح لجدول أعمال الدمج في الوظائف الحكومية بسرقة الخطاب النسوي من محتواه.