06 Apr
06Apr

مشرقات / خاص :



الصمت.. إجابة بارعة لا يتقنها الكثيرون.. هكذا كانت زها حديد ، الانسانة والمعمارية الكبيرة ، تعمل بصمت ، وحين يكتمل عملها ، ويخرج مجسمها الى العلن ، تحصد ثورة من الاعجاب .. فالصمت ، المبني على رؤية مستقبلية داخلية ، اعظم ما وهب الله للراحلة " زها حديد " ... ان بعض البشر لا يموت.. يخلده التاريخ بعمل معين.. يتذكره الحاضرون والقادمون في المستقبل ، تلك الشخصية تعيش معنا وتتجذر يوماً بعد يوم من خلال ما تركت من أعمال شاخصة.. وهي تعتبر أحد رواد الفن المعماري المعاصر ، واشتهرت عالميا بتصاميمها ذات الدقة العالية والابتكار النوعي .. فحققت نجاحا كبيرا..

ولادتها ونشأتها

زها محمد حسين حديد اللهيبي ..عراقية الاصل  بريطانية الجنسية  ..ولدت في بغداد سنة 1950 درست في بغداد حتى انهت الثانوية ، وبعدها انتقلت الى بيروت ودرست في الجامعة الامريكية ، وحصلت على شهادة الليسانمس في الرياضيات سنة 1971  والدها محمد حديد هو أحد قادة الحزب الوطني الديمقراطي العراقي والوزير الأسبق للمالية العراقية بين عامي 1958-1960م ، والدتها ربة بيت ،  ولم تكن  زها متزوجة هذا ما كان معروف عن حياتها ... توفيت في ميامي عام 2016 إثر إصابتها بأزمة قلبية عن عمر ناهز 65عاما.

الجوائز

نالت العديد من الجوائز الرفيعة والميداليات والألقاب الشرفية في فنون العمارة ، وكانت من أوائل النساء اللواتي نلن جائزة بريتزكر في الهندسة المعمارية عام 2004، وجائزة ستيرلينج في منا سبتين؛ وحازت على وسام الإمبراطورية البريطانية والوسام الإمبراطوري الياباني عام 2012 وحازت على الميدالية الذهبية الملكية ضمن جائزة ريبا للفنون الهندسية عام 2016، لتصبح أول امرأة تحظى بها.

 

الألقاب التي حصلت عليها

وصفَت بأنها "أقوى مُهندسة في العالم"، وكانت ترى أن مجال الهندسة المعمارية ليس حكرًا على الرجال فحسب ، فقد حققت إنجازات عربية وعالمية ، ولم تكتفِ بالتصاميم المعمارية فحسب بل صممت أيضًا الأثاث وصولًا الى الأحذية ، وحرصت أسماء عالمية مرموقة على التعاون مع حديد ، ما جعل منتقديها يطلقون عليها لقب ليدي جاجا في عالم الهندسة ، وقد اختيرت كرابع أقوى امرأة في العالم عام 2010.



مقتطفات من بعض حوارات زها حديد

*  ياترى من هي زها حديد ..في سؤال لها ؟

ــ انا عراقية عربية احب الشرق ودائما حنيني الى الشرق لا ينتهي .

** لقبت بسيدة اعمال العالم في فن العمارة من قبل (فيف كليكو) ؟

سعيدة جدا بهذا اللقب خاصا ان هذه المهنة لم تعد حكرا على الرجال وايضا سعيدة بإلغاء فكرة أن المرأة لا تستطيع التفكير بالطريقة ثلاثية الأبعاد

*  انت سعيدة ؟

ــ تضحك ثم تقول : السعادة اجدها جنة المراهقيين فهم يتجولون ويحلمون ، والسعادة لا تكون في يوم او وقت معين ،  ثم يأتي وقت آخر تكون فيه غير ذلك ...وعملي كثير وسفري متواصل ولم أجد وقتاً لأسال نفسي عن السعادة..

* ماذا عن حياتك الخاصة هل تفكرين فيها ؟

ــ لا ، لا افكر بحياتي الخاصة ، لأنها جميلة كما هي الآن عملي حياتي كلها ، وإن حياتي لا تتألف من اجزاء هي عبارة عن حلقات مترابطة متواصلة .

* يقال لديك ثروة كبيرة جدا؟

ـــ لا , ابدا كسب المال هنا مستحيل .

* لكن دراستك 13 سنة في الجامعة الامريكية تقول انت ثرية ومن عائلة ثرية ايضا؟

ــ ليست دراستي كانت من ثراء عائلتي ولم يربني والدي على الثراء لكن وجد فيَ الفتاة الذكية الطَموح ووقف بجانبي وساعدني واعطاني الحرية حتى ان والدي كان اشتراكيا وانا وجدت الآخرين يطلبون مني اشياءٍ وبذكائي صممتها لهم.

* قيل انت امرأة من الصعب ارضاؤك..وهذا الحديث من زيارتك للبنان عام 1997 حين غيرتِ (السويت) مرتين مرة بسبب لون الجدران ومرة بسبب الصوت السيء؟

ـــ لكن ذلك لم يكن من الترف ..فقط كان من اجل الراحة وخاصة في غرفة النوم احب ألواناً معينة .

* هل تدينين بشيء لأحد؟

ـــ نعم . ادين بالكثير للبعض لعائلتي لاسيما أبي ساعدني بلا حدود وعندما توفيت أمي 1983 احتضنني وعوضني عن حنانها.

* حدثينا عن والدك وعن طفولتك؟

ـــ كما ذكرت والدي ساعدني واعطاني القوة والشجاعة والثقة ودفعني للسفر والدراسة  ، وقال لي : التعليم اساس كل شيء ولا بقتصر التعليم على الكتب فقط  بل على مدى حرفيتك في الحياة ، كان متحررا ومتجدد ...وليس بالضرورة انه غير محافظ في بعض النواحي ولكن في عبارة أخرى انه غير تقليدي ...في الحقيقة الوالدان يمنحانك الحب والعاطفة بلا حدود.

وايضا اخوتي تربطني بهم علاقة طيبة ولم يتدخلوا في حياتي  ،فقط كانوا ينظرون الى اعمالي وهي تثير فضولهم ويقولون الى اين زها ..  تركوا لي الحرية.


وتلّقيت تعليمي الإبتدائي والثانوي في مدرسة الراهبات الأهلية في بغداد، كُنت فتاة مسلمة في الدير، وهُناك فتيات يهوديات، كُنا ملتزمات  بالذهاب إلى الكنيسة والصلاة فيها...وعندما أعود للمنزل، أسألهم لماذا لا يصلون، فأخبرني والدي أننا لسنا مسيحيين لذا أعفينا من الذهاب للكنيسة .. وهذه الصورة كانت في حفل التخرج من الثانوية عام 1965.



أتساءل أين كنت تسرحين في هذه الصورة؟  

ــ لست ادري!! لكن هناك ما كان يشغلني

** لكن كنت طفلة فضولية ؟

ــ نعم . كنت اتجول لكي اكتشف وكنت كثيرة الاسئلة والبنت الوحيدة في البيت أسأل والدتي كثيرا وعندما يعود والدي للبيت اطرح عليه اسئلة اكثر كان يجيب عليها بلا ضجر .


                          

********

مهيب ذهبية المسؤول عن ازياء النجمات العالميات كانت له صداقة طيبة مع المهندسة زها حديد 

يقول ..كانت مثل الأهل بالنسبة لي وليس من الضروري القرابة بالدم وتلقيت خبر وفاتها بصدمة كبيرة خاصة وان اختي توفيت في اليوم نفسه وبالمرض نفسه قبل سنة  ، وزها حديد كانت داعمة لي بما اصابني من مواقف مؤلمة .

كانت متعلقة جدا بالشرق الإوسط وفي يوم ميلادها اي في الحفل لا تحب إلا الموشحات الحلبية وألف ليلة وليلة ..وكانت تربطها علاقة صداقة جميلة مع الفنانة يسرا .

 

عن رأيها في بعض أعمال المعماريين قالت ..

رفعت الجادرجي : اظن انه كان شابا موهوبا ، لكن لاتروقني اعماله الآن ،  أعماله الأولى كانت مثيرة للإهتمام ومتواضعة الى حد ما.

ماذا عن الاردني راسم بدران : لا احب اعماله .

والمصري حسن فتحي : ليست لأعماله صلة بالموضوع ,, لأنه يصمم منازل طينية ولن ترغب بالعيش فيها .

** هل معنى كلامك انك لا ترغبين بالأشخاص الذين يحاولون الحفاظ على الإرث ؟

 ـــ لا ، لا اعارض الحفاظ على الإرث لكن شرط ان يقدم ذلك بهدف معين وليس كل قديم جميلاً .

مقتطفات ..

عن صحيفة الرأي اليوم : قالت المصممة زها حديد إنها أحبت مادة الحساب منذ طفولتها فضلاً عن الرسم والاستماع إلى الموسيقى .


عن صحيفة المصري اليوم : وصفت بأنها «أقوى مهندسة في العالم» ونفذّت 950 مشروعًا في 44 دولة .


أذهلت العالم بتصاميمها الخارجة عن المألوف والقريبة إلى الخيال ، حيث تركت بصمتها على معمار حواضر أوروبا والعالم. تفوقت بإبداعها وفنها في هذا الوسط الذي يربط بين الجمالية والهندسة والأرقام والمعادلات الحسابية ، فنالت شهرة عالمية فيه.



المصادر :

(1) الموسوعة الحرة ويكيبديا 

(2) فيديو لحوار مع زها حديد في قناة مع مهيمن سامر / لبنان

(3) صحف مذكورة في الموضوع


تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة