01 Apr
01Apr

مجلة سماء الأمير العدد السابع نيسان 2023

على انغامي عزفت شبعاد.. الى متصدرة قوائم (الجائزة العالمية للرواية) الروائية الصحفية  إنعام كجه جي، مواليد بغداد، مقيمة في باريس.       

قمر عراقي اضاء سماء العالم.  تخرجت وعملت صحفية واذاعية في بغداد. علاقتي بها كانت صحفية تكتب عن مخرجة باستمرار وفي اكثر من صحيفة ومجلة، جعلت من احدِة صوري غلافا لمجلة (النهضة العربية).غادرت بغداد لنيل شهادة الدكتوراه من جامعة (السوربون) في باريس. عملت مراسلة للعديد من صحف ومجلات الدول العربية والأجنبية. لها العديد من الروايات كتبت بالعربية وترجمت الى الفرنسية والانجليزية والألمانية والايطالية والكردية والصينية والفارسية.

من الصعب عليّ أن اكتب عنها وعن منجزاتها العملاقة، لكن سأذكر شيئاً عن طريقتها في التقاط الموضوع واسلوبها  في الحصول على المعلومة. هناك تجربة حدثت معي حين التقينا خارج الوطن، قدمت بعراقيتها الى( نايروبي- عاصمة كينيا) في مؤتمر عالمي للمرأة، هناك غطت الأحداث للصحف العربية كمراسلة، لم اشاهدها تدون، لكنها تصور كل شيء، كاميرتها تشبه ابتسامتها، تعمل بهدوء وذكاء. اسبوعين عاشت معنا تلتقط الحكايات الاجتماعية الحقيقية التي تتناسب مع قلمها وروحها، تسأل بطريقة  حكم الصداقة لا الصحافة، لاتحمل ورقة وقلماً الا كارتات طبعتها في باريس مرسوم عليها شواخص للحضارة السومرية والبابلية والآشورية والكلدانية والآكادية وصور لشبعاد والانخيدوانا واينانا بوابة عشتار وشارع الموكب، وعليها يدور النقاش، نستذكر بعدها مناطق معروفة في بغداد شارع النهر والمستنصرية  سوق السراي والشورجة وخان مرجان حيث هناك صوت (يوسف عمر) ينشد المقامات، نسألها متى تعودين الى بغداد، لنقدم لكِ السمك المسگوف والدولمة والباچة وشربت زبيب الحاج زباله، تدمع عيناها، نلطف الأجواء، ندندن بالاغاني العراقية القديمة بالرغم من أن صوتي ليس غنائياً ولكنه يختلط مع اصوات الأخريات حرفت بكلمات اغنية للفنان (ناظم الغزالي) خرجت عن الوزن مما جعلها  تردني بنفس طريقتي..(سلبتي منا ديننا ويقيننا وتركتنا فى حيرة لا نهتدي ردي علينا صلاتنا وصيامنا لا تبعدي عنا  بحق دين عيسى ودين محمد، قلت لها (إنعام) تسلي عن العراق .. ؟!!قالت  بمن ..؟!كيف التسلي وللعراق في أحشائي نيرانِ..فشارب الخمر يصحو بعد سكرته ...وشارب مائه طول العمر سكرااان..) وراحت تبكي شوقاً  هذه العراقية التي ربما بعد نيلها شهادة الدكتوراه كانت تهوى العودة لكن ارتباطها بعائلتها وابنائها على ارض باريس عاشت انقسام الجسد والروح، في كل لقاءاتها  روحها تحوم على نخيل ارض العراق تقول (ولدت عراقية واموت عراقية)، ودعنا بعضنا في مطار (نايروبي) طيارتها الى باريس وطيارتنا نحو بغداد وبين فترة وأخرى اجد على الصحف صوري التي صورتها لي ومواضيع شيقة كتبتها بتوقيع الصحفية التي احبها (إنعام كجه چي).

ومرت السنوات والعراق من حرب الى حرب، اخذتني الأيام  للغربة بسبب إحتلال الوطن والفوضى العارمة  قتل وتهجير  وتشريد ، رحلت الى حيث آرض (مصر العروبة)عملت بمهننتي هناك في مدينة الانتاج الاعلامي اخراج واعداد  برامج  تلفزيونية، تعرفت على شخصيات ادبية وفنية دعوني ضيفة لمهرجان القصة والرواية في قاعة (دار الأوبرا ) المصرية، عرفت من الحضور عن مشاركة (الأدبية انعام كجه چي) . في المهرجان التقيتها وكأنها قادمة من (مطار بغداد) (متبغددة) باناقتها الباريسية ولهجتها البغدادية ومشيتها الثابتة من ثقل خزين ما في رأسها وازدحام الحكايات والذكريات لوطن بات يئن، لم تغيرها الغربة ولا مكانتها الأدبية التي بها وهي تحصد نتاج  ابداعها بأولويات ذاعوا  اسمها  نهضت من وسط القاعة اعتلت خشبة المسرح حاملة لشهادة الإبداع هذه المرة الفوز بالقصة القصيرة وبطريقة الوداع نفسها غادرت الى باريس وبقيت أنا في قاهرة المعز بالله..احتفظ بصورة اللقاء الأخير..

 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة