25 Feb
25Feb

اجتمعت في الشاعرة الروسية الكبيرة بيلّا اخمدولينا ( 1937 - 2010 ) ، الموهبة والرقة والجمال في آن . وهي شاعرة مبدعة ومتفردة تنتمي الى " موجة الستينيات " في الشعر الروسي الحديث ( يفتوشينكو ، فوزنيسينسكي ، روزديستفنسكي وغيرهم ) . اسهمت في تجديد وتحديث الشعر الروسي . لن تجد في قصائدها – مهما بحث أو نقبت - أي صورة شعرية أو قافية مألوفة أو مستهلكة . شعرها تجديدي في موسيقاه وايقاعه وصوره وقوافيه .

كان حضورها في أي محفل أدبي يضفي عليه البهجة والرقة والجو الشاعري الجميل . وكانت لها مواقف جريئة ومشرّفة في مناصرة الأدباء الأحرار ، الذين تعرضوا الى المضايقة اوالحظر أو الطرد الى خارج البلاد ، وقد فصلت من معهد غوركي للأدب العالمي بعد أن رفضت التوقيع على مذكرة اعدتها ادارة المعهد باسم الطلبة لغرض نشرها في الصحيفة الأدبية الرئيسية في البلاد " ليتراتورنايا غازيتا "- بادانة الشاعر العظيم بوريس باسترناك بعد نشر رواية " دكتور زيفاغو " في الخارج ، والإعلان عن نيله جائزة نوبل في الآداب لعام 1958 ، وما أعقب ذلك من تداعيات . حيث شنت السلطة حملة شعواء واسعة على باسترناك وروايته ، وطلبت من ادارة المعهد تنظيم تظاهرة احتجاجية لطلبة المعهد وارغامهم على توقيع مذكرة الأدانة ، وهددت بالفصل كل من لا يشارك في التظاهرة أو يمتنع عن التوقيع على المذكرة .

كان يفتوشينكو مبهورا بجمالها ومغرما بها . وقد تكلل ذلك بالزواج الذي لم يدم سوى أقل من سنتين (1957- 1958).

اقيمت لها بعد رحيلها عدة تماثيل سواء في بلدتها الأم ، أو في الأماكن التي عاشت فيها .
وبضمنها بلدة " تاروسا " .. وقد زرت البلدة في اغسطس 2018 . وكان لا بد لي أن اقف قرب تمثالها وأتذكر لقاءاتها الشعرية في امسيات موسكو الجميلة واردد بيني وبين نفسي بعض أبيات شعرها.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة