هي الدكتورة بشرى حسين الحمداني المولودة في عام 1967 في بغداد .. وشهرتها الصحفية والاكاديمية الدكتورة بشرى الحمداني .. انهت صفها الابتدائي في مدرسة الكندي والمتوسط والإعدادية في مدرسة ام صهيب في بعقوبة .. خريجة جامعة بغداد كلية الآداب / قسم الاعلام في العام 1989 فرع الصحافة .. ولجت عالم الصحافة قبل 28 عاما في صحيفة (الجمهورية) .. اولى خطواتها كانت في مطبخ الصحيفة (قسم المحليات) بمعية لفيف من الزميلات والزملاء اذكر منهم سناء النقاش ومحمد جبير وناجحة كاظم وراوية هاشم وبشرى محمد شبيب وآخرين يتقدمهم الدكتور محمد صاحب سلطان كل منهم محفوظ باسمه ومقامه .. سكنت في محافظة ديالى ومن فرط حبها لعملها الصحفي كانت تصل الى الصحيفة مبكرة حيث تغادر المنزل كل يوم في الساعة الخامسة فجرا وتتوجه الى مقر عملها في باب المعظم حيث مقر الصحيفة ومنها كانت تنطلق لمتابعة ما يجري من انشطة في قطاعات العمل .. حتى في ايام العطل والمناسبات لم تتخلف الدكتورة بشرى الحمداني عن اداء واجباتها الصحفية كمندوبة .. بعد خمس اعوام من عملها كمندوبة للـ (الجمهورية) انتقلت الى قسم شؤون الناس للعمل بصحبة المبدعة ندى شوكت حيث تعلمت الحمداني منها الكثير في عالم المهنة وتعلمت منها كيف يكون الصحفي شاملا حيث كانت ندى شوكت تصحبها معها الى القسم الفني لمتابعة تصميم وتنفيد الصفحة وما هي الا اسابيع حتى صارت الحمداني تقوم بالإشراف على التصميم والتنفيذ .. بعد الاحداث التي عصفت بالعراق ما بعد عام 2003 عملت الدكتورة بشرى الحمداني في العديد من المؤسسات الصحفية والاعلامية اذكر منها صحيفتي (الحياة) اللندنية و(الشرق الاوسط) حيث كان موضوعها في الاعداد لرسالة الماجستير التي حصلت عليها في عام 2004 .. بعدها انتقلت للعديد من الصحف والمواقع الالكترونية العربية حتى حصولها على الدكتوراه في عام 2009 لتنتقل بذلك من مقعد الصحفي الى مقعد معلم صحافة لتبدأ رحلة جديدة مع جيل جديد تعلمه اكاديميا وما تعلمت من أساتذتها في مدرسة (الجمهورية) التي اخدت على عاتقها ولسنوات طويلة تخريج العديد من الاعلاميين والصحفيين العراقيين والعرب .. قبل ان تغادر العراق في عام 2011 للعلاج كانت تكتب عمودا ثابتا في وكالة اخبار المرأة وفي رحلتها ما بعد العام المذكور عملت إستاذا مشاركا في جامعة فيلادلفيا ولعامين كاملين ثم عادت للوطن حيث الآن هي احدى تدريسيات قسم الصحافة بكلية الاعلام الجامعة العراقية .. لها من المؤلفات الاعلامية المنهجية 12 مؤلفا منها تكنولوجيا الاتصال والمعلومات في الصحف المطبوعة ـ التغطية الصحفية الاستقصائية تحقيقات عابرة للحدود ـ التربية الاعلامية ومحو الامية الرقمية ـ الاعلام وثقافة التغيير في ظل الثورات العربية ـ تجليات العنف الاخباري في الاعلام العربي ـ القرصنة الالكترونية اسلحة الحرب الحديثة .. واليوم وبعد ان قلصت الدكتورة الحمداني شيئا من اجواء العمل الصحفي المشحونة بالشد العصبي اللذيذ اتخذت من التدريس الجامعي مقعداُ لها لم تذهب بعيدا فتدريس الجيل الجديد من العاشقين لمهنة المتاعب هو متعة بحد ذاتها ولكنها لا توازي متعة العمل الصحفي الحقيقي والجري للحصول السبق الصحفي .. واليوم ايضا والدكتورة بشرى الحمداني تلمس في صحفنا امكانيات فنية متطورة وفي صحافينا الجدد دأبا وجهدا في خدمة الاهداف التي من اجلها خلقت الصحافة لا بد من توجيه كلمة للجيل الجديد من الصحفيين الواعدين مفادها ان العمل الصحفي اخلاق قبل ان تكون مهنة من لا مهنة له وان الوطن وقضيته امانة في اعناق هذا الجيل بعد ان سبقه اجيال من صحفينا الاوائل ممن تحملوا اعباء جسيمة ووضعوا اللبنات الاساسية في صرح تاريخنا الصحفي واعترافا بما تركته افكارهم الطيبة وأياديهم البيضاء صدقا في التعبير وجرأة في القول وايمانا بالعقيدة عبر السنين الطويلة من عمر صحافة .. وعلى هذا الجيل تقع المسؤولية تكملة المشوار بمزيد من الحب للوطن اولا ولمهنة المتاعب وتطويعها لخدمة اهداف العمل النبيلة ثانيا .. كان واحدا من اشد المحطات احراجا التي مرت بها الدكتورة بشرى الحمداني هو تعرضها للتأنيب من قبل احد موظفي وزارة الاسكان والتعمير على أثر نشرها لخبر عن الوزارة لم يرق للوزير فعادت الحمداني الى مقر عملها في (الجمهورية) وهي تشعر بالإحباط .. رصد الدكتور محمد صاحب سلطان الذي كان في حينه يتولى ادارة قسم المحليات في الصحيفة رصد الحمداني فراح يتخذ القرار المناسب لردع الموظف ووزيره وتحقق له ما اراد وهو ما افرح الحمداني واثلج صدرها حيث كان القرار عدم نشر أي نشاط عن الوزارة المذكورة ولمدة شهر كامل ..