05 Sep
05Sep

بعض الرجال يسألون عن ماهية مشكلة النساء اللواتي يطالبنّ بحقوقهنّ وبمساواتهن ويستفهمون عن نوع تلك المطالب وعن اسبابها و ممن يطالبن بها ؟
و ما هي حقوقهن بالتحديد ؟
لم يفهم هؤلاء الرجال حقوق النساء لغاية هذا اليوم كونهم اعتقدوا بأنفسهم أو توهموا بأنهم قد امتلكوا الحياة وبأن حق الإنسان قد انحصر بهم دونها حيث اعتقدوا واهمين بأن النساء لا تدري ما هي مطالبها بل هو نوع من انواع الترف حين تعلو اصواتهنّ في بعض البلدان مناديات بالحقوق ومطالبات بمساواتهنّ و ما الإكثار من مؤتمراتهنّ النسوية باسم تلك المطالب سوى ترف وأموال مهدورة على لا شيء فهم لا يرون سوى رؤوسهنّ المكشوفة وملابسهنّ الفاضحة ويستغربون بالكيفية التي بها خرجوا إلى الشارع وكل حقوقهنّ مصانة ومأخوذة مسبقا وهم لا يعرفون عن حقوقها شيء سوى وفرة الطعام واللباس والنوم والنظافة والتعليم المحدود , أي تقرأ وتكتب ,ثم وأخيرا القبول و الرفض للمتقدم بالزواج منهنّ , طبعا هذا في احسن الحالات حيث لا تزال الغالبية منهنّ لا يحق لها الاختيار , بمعنى حقوقهنّ مضمونة للبقاء على قيد الحياة فقط .
ويستفسرون : لِما هذه الدوّامة وانعقاد المؤتمرات للمطالبة بحقوق طالما هي موجودة . وهل للنساء حقوق غير هذه الحقوق ؟!!
هذا سؤالهم وهذا تفكيرهم وهذه كل الحقوق التي يجب ان تطالب بها النساء وبهذه العقول قد لا نستغرب كيف آل مصير امتنا الى اسفل السافلين .
ولكن ايضا هناك نقطة انكى من ما ذُكر اعلاه ففي الوقت نفسه يكون لهذه الحقوق ’’ الطعام والشراب والخ .... مسؤول عن توفيرها , وهو الوصي او الولي , فإن توفي هذا الوصي أو انتقل إلى حالة أخرى (التخلي عن ألمسؤولية أو شدة ألمرض أو الجنون) سيليه ألأخ أو ألزوج أو ألعم وأخيرا الخال كونه يعود للأم .
هكذا يجب ان تكون النساء تحت وصاية دائمة ليلغوا انسانيتها وكرامتها ويمسحون كيانها بفرض هذه الوصاية فهي من وجهة نظرهم فاقدة لأهلية نفسها وغير قادرة على ان تكون إنسان تعني بشؤونها وتتحمل مسؤولية نفسها .كذلك يرون بأن العمل حق ثانوي و ليس حق أساسي لها لأن الهدف من وجودها تكوين أسرة فقط , والعمل وجلب اللقمة هي من مسؤولية الرجل فقط غير مدركين بأن تقسيم الأدوار يجعل من الإنسان مشوه يسير على قدم واحدة فيكون ضعيف وغير قادر سوى على ما خصصوه له من اعمال في الوقت الذي به صار الإنسان قادرا على الخلق والإبداع ورجالنا لا تزال تسال عن السبب في مطالبة النساء بالتحرر ويستفسروا بالتحرر مِن مَن ؟ هل يطالبن بالتحرر من (السجون - العبودية - الإحتلال) اكيد لا فهنّ برأيهم غير مسجونات ولا ينقصهنّ شيء طالما تتوفر لهنّ اللقمة والكسوة والرجل مسؤول عنهنّ وانتهىت الحياة على هذا المنوال الضيق والقاتل لكل ابداع .

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة