جاءت وهي في سن صغيرة ووقفت تطالب بشيء تعتقد أنه من حقها ، بعدما أضاع من قاموا على تربيتها حق طفولتها وأباحوا فترة نُضجها لانهم ببساطة شعروا بأنها أينعت وحان وقتُ قِطافها ، وهكذا بكل بساطة دون أن تكون عالمة باسلوب التعامل مع أهل زوجها وفنون العمة مع الـ - الكنة- وهم ارتضوا أن تطرق باب زيجة ولدهم طفلة ، وتخضع لأهواء سلوكهم طفله ، حملت بوليدها ، وشاء الله أن تلد بسلامة ، لكن سوء التعامل ربما أعاد بعض الوعي لذويها يوم أرادوا تزويجها ، واليوم يقررون تطليقها .
قالت ان طفلها لا يسكت ولا ينام فهي (لا تريده) وعمتها لا تحبها وتعتدي عليها ولا تعرف لغة تتفاهم بها معها ، إنها قررت ان تسلم (دميتها) التي ولدتها وتتخلى عنها وترحل الى خط الحياة ثانية ، بلا وعي ، بلا نُضج وبلا رحمة لم تذقها، نعم لم تكن مشاعر أم بمقدار ما كانت مشاعر طفلة مثلت دوراً مؤلماً في الحياة، أمام جهل الآباء وصمت الامهات ، هنالك أمهات تجاري زوجها حتى في مصائر أولادها ولا تقوى الدفاع عن آدميتهم، فوضى من العلاقات ، تشابك في المفاهيم والضحايا يتراصفون في مجتمع كَثُر فيه الظلم الاجتماعي وبات يبان وكأنه أمر مستساغ وطبيعي .
منظمات مجتمعية أكثرها أو معظمها يترأس إدارتها أناس من الأميين أو جاءوا لغايات حزبية ، هل وجدنا لها إحصائيات أو أرشفة لتجاوزات حقوق الطفل أو المسن أو المرأة التي يتطاولون على حقوقها الآدمية ؟ هل رأينا مشاريع حق وعدل تقدمت بها الى جهات تشريعية ؟ هل استوت عندهم حالة التسول ليطلبوا دار إيواءٍ للمشردين ؟
طبعا : لا؛ عندهم مفهوم حقوق الانسان توزيع بعض الرديء من الاكل الذي لا يسد من الجوع شيئا ولا يدخل في ميزان التكافل الاجتماعي، ونازحات العراق في المخيمات ، اقوى الأدلة والشواهد في عراق القرن الحادي والعشرين.