29 Apr
29Apr

مجلة سماء الأمير ـ خاص:

اكاد اجزم انها تلازم اغلب ان لم يكن جميع الذين تركوا بلدانهم واتخذوا من البلدان الأوروبية وطنا بديلا. انها تلاحقنا كلما مررنا بشارع نظيف منظم نتحسَّر في قلوبنا ونقول (ماذا لو) تم تنظيف وتنظيم شوارعنا وتنظيم السير على هذا النحو الذي يفرق كثيرا في حياة الناس، و(ماذا لو) كان تعامل الموظف معك بهذا اللطف والدقّة والتيسير والحرص على الإنجاز بأيسر الطرق التي تحفظ للمواطن وقته وكرامته، و(ماذا لو) أن العلاقات كانت بسيطة وصادقة وبعيدة عن التكلف والمجاملات والهدايا الثمينة التي لا تصنع مودَّة ولارحمة، و(ماذا لو) تعلَّمنا الفصل بين شهادتنا الأكاديمية وحياتنا الاجتماعية فلا نتعامل بفوقيّة زائفة ترتدي (الألقاب الأكاديمية) بل نمارس انسانيتنا البسيطة العميقة التي تستخلص الحكمة من التجارب الحياتية ومن الإنصات للآخر والتعلم منه، و(ماذا لو) احببنا باتزان بعيد عن التأليه والحماس المفرط للأشخاص وكرهنا باتزان بعيد عن الحقد التاريخي، ماذا لو تعلمنا أن المناصب وظيفتها خدمة المواطن وليست فرصة لممارسة عُقد النقص والامراض النفسية و(ماذا لو) تحولت المدارس الى حواضن للإبداع وتنمية المواهب ورعايتها لا إلى منابر قسوة وتلقين.

(ماذا لو) عرفنا أن القوَّة تكمن في قدرتنا على محبَّة الاخر وتمني الخير له والاحتفاء بنجاحه لا بمحاربته ولا بمعاداته.. وماذا لو .....  ..

الصورة بعدستي في أحد شوارع ادنبره - اسكتلندا 

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة