مشرقات /خاص :
أعلنت الجمعية العامة يوم 25 تشرين الثاني اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة ويعتبر هذا اليوم من كل سنة مناسبة هامة من اجل التذكير بضرورة وقف العنف ضد المرأة. فالعنف ذلك الضرر الذي يلحق بالشخص سواء كان هذا الضرر جسدياً أو معنوياً، ويسبب هذا الضرر الإعاقة الجسدية أو حالات نفسية التي تعرقل من قدرة ذلك الشخص. والعنف في الأساس هو انتهاك لحقوق الانسان وعندما يكون ضد الانسان الضعيف (المرأة) فهو انتهااكُ الانتهاك لحقوق الطبيعة كلها. وقد تتعرض المرأة إلى الكثير من العنف سواء كان جسدي أو لفظي وهي من أكثر الناس تعرُضاً للعنف بسبب العادات والتقاليد الموجودة في الوطن العربي تجبر المرأة على السكوت لتحمي عائلتها أولاً ثم نفسها ثانياً. هناك أسباب متعددة للعنف، منها العنف الأسري الذي يكون داخل الأسرة من شتم وضرب وتحقير فيؤثر سلباً عليها والتي تعكس شخصيتها وأسلوب حياتها المستقبلية، وكذلك جهل المرأة بحقوقها وواجباتها من جهة وكذلك جهل الرجل بهذه الحقوق والذي يؤدي الى التجاوز على حقوقها، وقد يكون من أسباب ذلك العنف وجود قوانين التي تعنف المرأة أو عدم استنصارها عندما تمد يدها لأخذ العون منهم. أما نتائج العنف المدمرة عدم شعورها بالأمان والخوف والاكتئاب والقلق وفقدانها الثقة بنفسها، وتدهورها الصحي التي تعيقها عن أداء واجباتها وبالتالي تدهور صحة طفلها، كذلك كُرهها للزواج وتفشي حالات الطلاق والتفكك الأسري والذي ينعكس على الأطفال. ان العنف هو أكثر العوامل المسببة للوفيات للفئة العمرية مابين 15 و 45 في جميع أنحاء العالم حسب تقارير صادرة عن منظمة الصحة العالمية وحيث تعاني أكثر من 70% من النساء من العنف في حياتهن، فمهما اختلفت الأسباب فتبقى ظاهرة العنف ضد المرأة قائما، وان محاربة العنف كحالة إنسانية وظاهرة اجتماعية لذا على أجهزة الدولة والمجتمع المدني العمل وبكل جدية للقضاء على العنف بشتى الوسائل، فرغم التطورات الكبيرة التي شهدها واقع المرأة دولياً إلا انه ما زال العنف يلطخ جبين الإنسان، وان مشوار علاج العنف بكافة أشكاله لازال في بدايته حتى تتغير العقلية والرؤية تجاه المرأة بان تصبح إنسانا ذو اعتبار ولا يجوز التنازل عن حقوقها. أما كيفية القضاء على حالات العنف الموجود على المرأة فيتحتم علينا أن نتكاتف جميعاً للوقوف ضد هذه الظاهرة المنتشرة، مع توجيه الوالدين باجتناب أفعال العنف إمام أطفالهم، وتوعية الناس بواجباتهم وحقوقهم، ونشر مفهوم الحرية الصحيح لكي يتمتع أفراده بحياتهم دون التجاوز على حريات الآخرين. أما الإعلام فله دور كبير في القضاء على العنف عن طريق بث برامج توعوية عن طريق القنوات المرئية والسمعية مع العمل التطوعي لمشاريع تحث على القضاء على ظاهرة العنف وبالأخص على المرأة، وعمل ندوات من قبل مؤسسات المجتمع المدني حول تعليم الأزواج الجدد على كيفية التعامل الصحيح مع بعضهم البعض وبعيداً عن العنف. تفشي العنف ضد النساء والفتيات يعني أن باستطاعتنا جميعاً أن نخطو خطوات للتصدي له. فدعونا نوحد صفوفنا لوضع حد لهذه الجريمة".