توسدت المرأة العراقية الكرامة، وبنت من صبرها جبالاً تسكن الشمال والجنوب وكانت ضفائر شعرها قَسماً في الملمات، تقص " گذيلتها " بيمين على أمر ما، وتحقق ذلك الأمر لماذا : لأنها سومرية ، أكدية وبابلية، لم تترك من ارض الحضارة وشجاعة فرسانها وخصوبة الارض وسنابلها الاّ ارتدت ثوباً منه، ترينها في الجنوب هي فلاحة وشاعرة ومربية مواشي وبائعة اللبن وتجود من خيرات بيتها للجيران.. وتبني من القصب والبردي داراً تسكنها، لا يتأس، لا تتدخر دموعها الحارة على الأبناء والوطن، تفتديهم بكل ما يستحق الولد والوطن.. إنها الباسلة في الزوايا المشرقة من التاريخ الإنساني . وفي الشمال تتسلق جبال الشمم وتنزل الوادي ولا تعرف معنى للكسل، تزرع وتحصد وتدرس ولها من كل الاماني ما يجعلها تحققه بحب ومودة ، في نينوى الحدباء .. وفي كل مدن العراق لها بصمة، أولادها ابطال، نجوم جيشنا الباسل على مدى التاريخ، على الرغم من أميتها علمتهم معنى الرجولة والشهامة والدفاع عن حياض الوطن .. وفي العلم لنا نجمات في كل اختصاص توزعن على خارطة العالم والدول ليكن شهوداً على رقي هذا النموذج النسائي الثري بالعلم والمعرفة.هي الصابرة تميّز كل أمر حسن أو سيء باقتدار وكل بيت عراقي عامر بروحها الطيبة في كل حين . هي تمتلك الزمن.. بكل تفاصيله.