23 Jul
23Jul

مجلة سماء الأمير ـ خاص:

تفتقد الجامعات العراقية إلى ثقافة التوثيق المجتمعي للمدن التي فيها تلك الجامعات، وبناء رصيد أرشيفي مرجعي لدراسة التغييرات الإجتماعية التي تحدث في تلك المدن وتوجيهها لتكون تغييرات منتجة.

قد تستطيع جامعة الموصل بناء مركز أرشيفي لتوثيق حياة المدينة مع الإرهاب، ليكون ذلك المركز مرجعاً دولياً يظهر التداخل بين الوحشي والإنساني، وكيف قاوم الجمال وحب الحياة أولئك الذين نثروا القبح في كل زاوية وبين ذرات الهواء.في سنواتنا الصعبة جميعاً من الحروب والحصار والرعب، لم نرَ الجانب التوثيقي المجتمعي للجامعات العراقية وليس لدينا أرشيف أكاديمي بتصنيف منهجي لحياة المدن العراقية أثناء الحرب العراقية - الإيرانية، ولا حياة العائلة العراقية أثناء الحصار، ولا تأثير الزلزال الإجتماعي بعد ٢٠٠٣.

مثل هذا الغياب أثّر على النتاج الإبداعي العراقي، فلا  وجود لمراجع إجتماعية تكون مصدراً لسيناريوهات أفلام روائية تحكي ما حصل وتنافس في المهرجانات الدولية، وغياب الأفلام الوثائقية، وحتى الروايات التي تكتب عن تأثيرات ظرفية معينة من تلك الأحداث ظلت محاولات إبداعية فردية وليست ممارسة منهجية منتجة لنتائج إيجابية.نحتاج إلى إعادة تشكيل دور الجامعات العراقية وجعلها مصادر مجتمعية منهجية متفاعلة مع محيطها، وقد كتبت في ذلك مقالة ( الإمكانات المعطَّلة للجامعات العراقية ) في 2015، لكن جامعاتنا ما زالت أماكن فقط للإستماع إلى محاضرات مملة تتبع أسلوب نسخ - لصق .

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة