فؤادة العراقية
في الآونة الأخيرة لاحظت منشورات كثيرة ومتنوعة لرجال يضعون أنفسهم داخل الخانة التي تنادي بالحقوق الإنسانية، ومن ضمنها حقوق المرأة لكونها الفئة المسحوقة أكثر من الرجل حيث يقع عليها الاضطهاد مضاعفا، اضطهاد من قبل قوانين السلطة ، واضطهاد من قبل الرجال الذين هم اساسا مضطهدين من قبل السلطة ، لفتت انتباهي منشوراتهم حيث يستهزأون بها من واقع المرأة ومن عملها البيتي ويتفاخرون بأنهم فشلوا في هذا العمل بعبارات مخفية ومبطنة بالسخرية .أحدهم يسأل متفاخرا بعدم معرفته بطريقة الطبخ والمقادير ويسأل عن كمية الملح الذي يحتاج وضعها في طبخته، فهل يضع كيس كامل؟وآخر ينشر صورة لـ خبزة مجعمرة ويضحك متفاخرا بقلة خبرته، وواحد ينشر صورة اكلته المحترقة ويضحك على نفسه لكونه لا يجيد الطبخ، وآخر يقول بأنه للتو انتهى من غسل المواعين وينتظره غسل الملابس، وما بين سطورههم التي ينشروها هنا وهناك نلمس كم من الاستخفاف والمهانة يتعمدون إظهارها وفي نفس الوقت مفاخرهم بعدم اجادتهم لهذا العمل الذي اعتبروه وضيعا.سلوكهم هذا هو نتاج للمنظومة الفكرية الهشة والتي اعتمدت على تقسيم الأدوار لتصنع مجتمعا هشا واعرجا يسير على قدم واحدة، وبأفراد يتساقطون عند الازمات حيث تعود الرجال الاعتماد الكلي على النساء من تربية الأبناء وخدمتهم ومراعاة متطلبات الزوج والتنظيف والطبخ وغسل الصحون والملابس ووووووو و القائمة تطول بحيث صارت قالبا ثابتا ومعاناة منسية وعادة وسلوكا لا يستوجب التفكير بها .