مجلة سماء الأمير ـ خاص:
الأم هي اولى خطوات الحياة والتربية والحنان من سن الصفر للطفل حتى يدخل الحياة من باب واسع كبير، تحدد مواقفه الأولية تلك التي قامت على تربيته وتكوينه الخُلقي ووضع معاني القيم وتحفيز الضمير ورسم صور للمثل تجعله مادة لحياته المستقبلية. وتبقى الأم "الرمز" إنسانة مقدسة وصورة جميلةً وثمينة في نظر الابناء لا يقبلون أن تنكسر طوال حياتهم.
بعض الأمهات يبقين رموزاً مشرقة طوال حياتهن وحياة أبنائهن ولكن هناك أمهات يغادرن رمزية الحنان، إذ تجد الواحدة منهن تتجاوز ما مرسوم لها من دور امومي وتلبس عباءة جديدة قاتمة حيث تكون لها صورتان أو وجهان تتخذ منها مواقف عدائية في إحداها من زوجات ابنائها وأخرى صورة تمثيلية بارعة امام الابناء لكي لا تهتزّ رمزيتها امامهم .. كيف؟ ولماذا هذا السلوك غير الانساني الذي لا تحتمله قدسية الامومة، وكيف تميّز وترضى بضميرها ان تعامل ابنتها بالحسنى وتعامل إبنة الغير بتشكيلة من الكرة والحيلة والمكر الممزوج بمظهر الحريص ؟ وكيف يكتشف الابناء هذا الخليط غير المتجانس في سلوكها عندما تعبث بمصير بيوتهم وتزعزع اركانها بشيطانيتها وكم هدمت من الرموز حياة أسرية لاسباب نفسية واخلاقية غير متوازنة وغير عادلة …
إن مثل هذه الأم التي تمثل الهدم غير البناء تبني ولداً ثم بعد ذلك تحمل معولاً تهدمه في الخفاء وتصوغ اكاذيب وحيلاً ثم تتظاهر بالمحبة والمشاعر الخادعة .. كل ذلك لأنها تكره نجاح شخصية المرأة التي ارتبطت بولدها وجاءت بسلسلة من الاحفاد وتتعب وتشقى وتحترم زوجها لكن رصيدها من أمه انها ليست الاّ رمزاً للمكر والحقد الدفين بعباءة سوداء تُخفي ما تكون عليه في أصل نشأتها .. النشأة المخيبة لرمز الامومة وقدسيتها …