03 Feb
03Feb

مشرقات / خاص : 

ثورة 25 تشرين الاول /  اكتوبر..تاريخ لايمكن نسيانه يوماً مهما مر الزمن وعفت عليه الاعوام ومهما كانت النتائج ،التميز الذي نعيشه اليوم كسر كل حواجز هذا الزمن البغيض وغير نظرتنا عن جيل بأكمله ، وكأنه اراد ان يثبت ان في النفس الانسانية سراً كبيراً لايعلمه الا الله ، فمن جيل تؤخذ عنه فكرة السطحية والخمول والانشغال بملذات الحياة .. الى جيل ثائر قادر على  تغيير حكم البلاد للافضل  . جيل واعد اخذ على نفسه العهد بكتابة تاريخ يبدأ من اول اكتوبر مع اول شرارة وكأنه عصر جديد من عصور تتحول فيها كل الاشياء الى نقيضها ..من شباب صامت لثوار لايعرفوا الهوان ولا السكوت ، من شعب استسلم ووافق للطغاة الى شعب انتفض رافضا لكل اشكال الظلم  ..من جيل مدلل الى جيل كأنه خلق كدرعٍ لصدر الوطن وكفئ ان يدير حكم بلد عظيم كالعراق  ...

وكل ماسبق شيء وثورة النساء شيء آخر ..  كانت كنجمة صقلت لتظهر للكون ببريق اذهل الانظار ، فكانت الأم المتباهية بشجاعة الابطال تسندهم في الساحات وخنساء تقدم فلذات الاكباد فداء للوطن ..وشابة شجاعة اثبتت وجودها وبهاءها في كل موقف مشرف .. ثم نسمع الاصوات النشاز التي تستنكر وجودها ومساندتها وظهورها البهي في الساحات ،في محاولة واضحة لطمس دور المرأة في الحياة وارجاعها الى عصر الجاهلية متناسين تاريخها الكبير في الاسلام وموافقة الرسول الكريم على وجود المرأة في الحروب بدعمها اللوجستي ، فكانت رفيدة اول ممرضة في الاسلام وام عمارة نسيبة بنت كعب كانت ضمن المدافعين عن الرسول (عليه وآله أفضل الصلات والسلام ) حيث قال عنها (ماالتفت يمينا ولا شمالا الا وانا اراها تقاتل دوني ،ومن يطيق ماتطيقينه يانسيبة) ودور ام سلمة ومشاركتها في حروب المسلمين ضد الروم حيث كانت زعيمة النساء حيننذاك .. والقائمة تطول ومنهن من قادت جيوشا وحاربت بشجاعة يذكرها المؤرخون بكل فخر مثل المرأة الحرة في شمال المغرب التي قادت اشهر المعارك في القرن الخامس عشر .. 

لم يعارض الاسلام يوما مشاركة المرأة في الدفاع عن الارض والبحث عن الحرية ، فمساندتها ودعمها اللوجستي لأخوتها يرفع من معنوياتهم ويقوي عزيمتهم ، وعندما تتكلم بشأن المرأة تذكر بطلة كربلاء العقيلة زينب التي قادت ثورة وصمت بحضورها الملوك ..هذا الموقف فقط اكبر دليل على وجوب وجود المرأة قيادية وثورية وقوية الشخصية دائما. اضافة الى كونها في العراق الذي تكالبت عليه الوحوش لتسلب من نسائه الاب والابن والاخ .. فكيف يمكن للمرأة ان تتخاذل وتقف متفرجة ..؟!!! 

ستكون الخاتمة لما ذكرت عنوان من الشجاعة والاباء في زمننا الحالي .. عنوان  يفتخر به العلماء قبل العوام  .. انها الشهيدة آمنة الصدر (بنت الهدى) على روحها  الرضوان والسلام والتي استمدت وقفتها بين رجال المجتمع بمختلف مشاربهم من بيت النبوة ونادت وصدحت بصوتها للمطالبة بالحق المسلوب لبلادها وقيادة الامة الى بر الامان وكانت النتيجة ان خلدت في اذهاننا الى يوم يبعثون ...

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة