مشرقات / خاص :
تعتبر الإساءة العاطفية والنفسية من الإساءات الخطيرة التي يتعرض لها الاطفال في المجتمع ، وهي تتمثل في ممارسات الأبوين تجاه أطفالهم والتي تسبب دماراً كبيراً وأضراراً هائلة لقدرات الطفل. وتظهر هذه الإساءة عن طريق الاستخفاف بالطفل أو تحقيره وأهانته فيما بعد ، بعد سنوات أو فشل الأبوين في توفير الحب والرعاية والارشاد الكافي له.
ولا يجوز للابوين في تعاملهما اليومي تجنب الحديث مع أطفالهما وتجاهلهم أو التمييز بين الاخوة وتفضيل أحدهم على الآخر دون مبرر ، الموقف السلبي من الاعمال التي يقوم بها الطفل وعدم تشجيعه وعدم إبداء مشاعر الود تجاهه أو تعزيز منجزاته يكون كل ذلك سببا مباشراً في اكتسابه اسلوب العنف وفقدان الثقة بنفسه وفشله في الدراسة فيما بعد وعزله عن اكتساب الخبرات الاجتماعية وتركه يشعر بالوحدة وتهديهم الدائم له واعطاء الاوامر والتعليمات وفرض العقاب في حالة عدم الالتزام ، هذا النمط السلوكي يجبر الطفل على الاتيان بسلوك غير اجتماعي أو غير قانوني أو اجبار الطفل على التمرد واقدامه على اي سلوك انحرافي مثل السرقة والفجور وممارسة الرذيله أو الالتحاق بالشارع والعثور على اقرانه الذي يجد لديهم الاهتمام الذي فقده في البيت وتكون خطواته الاولى نحو الانحراف .
ومن صفات الطفل الذي يتعرض للاساءة المباشرة من لدن الاهل ضعف الثقة بالنفس وعدم وجود أية مواهب أو مبادرات بناءة لديه وحصول حالة التبول اللارادي لديه ، فضلا عن الاكتئاب والعزلة وعدم ارتباطه بالوالدين ، وهنا ولدى الرجوع الى الخلفية الاجتماعية والثقافية للوالدين اللذين يمارسان مثل هذا النمط من السلوك تجاه ابنائهما نجد ان الآباء أنفسهم قد مورس بحقهم الاسلوب نفسه الذي ترك آثارا واضحة في شخصيتهم أو تدني المستوى الثقافي للابوين . وقد أكدت دراسات عديدة ان نسب الجريمة والانحراف تكون أعلى لدى العوائل الفقيرة والجاهلة مما لدى الاسرة التي يكون الابوان فيها من مستويات ثقافية عالية والتي تعي حجم المسؤولية للمستوى العلمي ، وهناك ايضا بعض الاسر الفقيرة التي ترى ان رعاية الاطفال وظيفة محبطة بسبب مطالبهم المادية، ونتيجة عملنا الطويل في هذا المجال نتيجة اجراء البحث الاجتماعي لسنوات طوال تأكد لدينا أن الاطفال ذوي السلوك المنحرف وغير القانوني ينحدرون بالدرجة الاولى من عوائل تعاني الفقر والبطالة والتفكك أو انها فشلت في توفير الجو الامن المطمئن لأولادها الذين باتوا في طريق مظلم يقودهم الى الجنوح.