يجبرنا الواقع وبيئتنا الاجتماعية على اكتساب صفات , نلعنها , لكنها تستوطننا !! لا اود استرجاع ثيمة الازدواجية التي اشبعها بحثا علي الوردي، ولا اود الخوض في مفهوم التناشز المعرفي الذي يوردوه الباحثون في مجال علم النفس، إلا ان قراءتنا لذواتنا او مجتمعنا، يأتي في سياق الاعتراف التربوي الخلاق ومحاولة استنطاق المبهم في سلوكنا الاجتماعي، ثمة شعور يفرض هيمنته بوجود اكثر من شخصية يتصارعن في نفوسنا، فها هي الشخصية الكسولة السلبية تتوافق مع جيوش الخانعين الصامتين تردد نشيد الموت والخدر البليد والرضا بالمقسوم !!
وبين جمهرة الانكسارات تعاود اطلالتها شخصيتك المتقدة بالعطاء لتمنحك هوية المقاتل الذي يحمل راية الفضيلة ورسالة الاصلاح!! ولا عجب في بروز شخصيات لنا تقترب للبلادة!! تجنح لملذات وقتية مخادعة!! تعاكس بعض القيم ,, بل وتعارض الكثير من جواهر مبادئنا!!!
اقول ان ثمة مواقف تسحبنا بحكم السائد والمعتاد ومسايرة النمط الاقوى والاكثر حضورا، حينها نحتاج الى خلوة الانبياء او رفقة الحكماء، الى استحضار ذلك الضمير القابع في مخادع غائرة عصية !! تتطلب مهارة العارفين والمنصتين الى صوت اليقين!! عند كل موقف تشهد الروح قتال الاضداد، وتتقافز المبررات الجاهزة بأرضة الوهم !!! ما من علاج سحري لهذه الاحتراقات اليومية سوى مشاهرة الاعتراف وتغليب شارة الحب منهجا وسلوكا، والبحث عن رفقة حكيمة على مقاس الوجع، تقارع فيها جيوش الغباء وانعدام الضمير وغياب بوصلة المحبة والعطاء !!!