هي الدنيا : المبدعة وأنيابهم / أسماء محمد مصطفى

لأن نجاح المرأة يغيظ المتخلفين والحاسدين واصحاب الاخيلة المريضة والنيات السيئة ورافضي النجاح الانثوي فقد قاموا بتحريف المقولة السائدة المعروفة (وراء كل رجل عظيم إمرأة اعظم منه ) الى ( وراء كل إمرأة ناجحة كتف رجل ) !!فقد وضع هؤلاء المرضى المتخلفون المرأة الموهوبة والمبدعة في دوائر اتهاماتهم وتشكيكاتهم الواهية ، إذ يرفضون ( وعن قصد ) الاقتناع او الاعتراف بمقدرة المرأة على التفوق الى درجة تجتاز بها تفوق الرجل ، لذا فهم يلصقون نجاحها برجل او مجموعة رجال ! إذ نسمع اولئك الحجريين يتفوهون بالحماقات حينما تقدم المرأة إنجازاً معيناً في ميدان عملها ، ومن قبيل تلك الحماقات : لم تنجز العمل وحدها بل ساعدها فلان ( الذكر ) ، أو قام فلان ( الذكر ) بالعمل بدلاً عنها .. و .. غير ذلك من الأقوال المجحفة التي يطلقها الفاشلون من كلا الجنسين .لست اغفل النظر عن بعض النساء اللواتي يستغلن انوثتهن ويتسلقن على الاكتاف من اجل تحقيق نجاح يصنعه لهن الآخرون .. الآخرون الذين غالباً ما تحلو لهم لعبة خداع الناس وهم يصنعون من هذه او تلك اكاذيب قد لاتستمر طويلاً ، فلربما تزول الاكتاف لظرف أو لآخر ، وتنكشف حينذاك حقيقة البالونات وهي تنفجر لمجرد وخزة إبرة .ولكن بعيداً عن المتسلقات ، أجد من المهم إنصاف المرأة الموهوبة التي تبذل كل طاقاتها من اجل أن تحقق لنفسها ولمجتمعها ولوطنها شيئاً تفخر به ويُسَجل في تأريخها الشخصي .. هذه المرأة التي تتحدى كل المتاعب المحيطة بها من اجل ان تعيل اسرتها او نفسها في عالم صعب مادياً من ناحية ، ومن اجل ان تحقق نجاحاً معنوياً من ناحية اخرى .. هذه المرأة التي تقدم عصارة روحها وفكرها من اجل الابداع ، يصبح ( امتيازها وتميزها محنة )! في عين زميل مغتاظ أو زميلة ادنى منها نجاحاً ..انصفوها .. انصفوا المرأة الموهوبة الصادقة التي لاتحتاج الى ( كتف رجل ) إلاّ للحب وليس لشيء آخر ..إنصفوها وكفاكم لغواً ، واصلحوا مقولتكم ( الخرافية ) ، وإنفضوا عن رؤوسكم غبار التخلف ، واستبدلوا انيابكم بأسنان بشرية اعتيادية ، فالأنياب لابد أن تنكسر أمام صدق المرأة المبدعة ، وعند ذاك تدوس المرأة عليها وتسحقها بقدميها ..إنصفوها ، وإسألوا انفسكم ألا يوجد رجال يصعدون على أكتاف النساء؟

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة