مجلة سماء الأمير ـ خاص بمبادرة حملة ثقافة المحبة والسلام الحملة المشتركة بين دار الكتب والوثائق ومجلة سماء الأمير
بإشراف المدير العام لدار الكتب والوثائق السيد بارق رعد علاوي، نظمت منصة مبادرة حملة ثقافة المحبة والسلام، التي أطلقت بالتعاون بين الدار ومجلة سماء الأمير، المشغل التفاعلي الثالث تحت عنوان "بالمحبة نبني العراق.. أثر التسامح والاحترام والتعاون في بيئة العمل"، يومي 24 و29 أيلول 2025، لمجموعة من موظفي المركز الوطني للوثائق في الدار.
أدارت المشغل الإعلامية أسماء محمد مصطفى، المشرفة على نشاط المنصة وتحريرها، مؤكدة أن الهدف من النشاط هو رفع وعي الموظفين عبر إشراكهم في صياغة خطاب إيجابي وبنّاء يتناغم مع رسالة الدار في خدمة المجتمع ثقافياً، ويعزز الجهود الوطنية لترسيخ قيم المحبة والسلام والتعايش واحترام التنوع، فضلاً عن مكافحة خطاب الكراهية في الواقع والفضاء الرقمي. وأضافت أن ترسيخ ثقافة المحبة في بيئة العمل يمثل عاملاً أساسياً في تعزيز كفاءة الموظفين وتوفير بيئة مهنية صحية ومستدامة تنعكس إيجاباً على الأداء المؤسسي.
نشاط تطبيقي في الكتابة
وتضمّن المشغل نشاطاً تطبيقياً في الكتابة جسّد تفاعل المشاركين، حيث كتبت مديرة المركز الوطني للوثائق السيدة سندس عبد القادر محمد مساهمتين، أشارت في الأولى إلى أن المحبة والسلام يبدآن من التربية داخل البيت، فالأسرة هي المدرسة الأولى التي يتعلم فيها الطفل القيم الأخلاقية، وتنعكس على شخصيته داخل البيت ومن ثم المدرسة، حيث يتعاون مع زملائه ويتعامل معهم بروح الأخوة بعيداً عن الكراهية، ومن هنا يكون أساس بناء جيل متسامح، ومن ثم ينعكس على بيئة العمل المبنية على الاحترام والعدالة والمساواة بين الموظفين والعمل بروح الفريق الواحد وتبادل الخبرات ووجهات النظر مما يؤدي إلى زيادة الإنتاجية.وذكرت في مساهمتها الثانية مشاهداتها في المركز الوطني، حيث يتوافد الباحثون من كل أنحاء العراق الحبيب، ووجدت الطلبة أو الباحثين يتعاون بعضهم مع البعض الآخر، الإيزدي ومختلف أبناء الأطياف الدينية والقومية وأبناء بغداد والعمارة والنجف والأنبار وديالى والموصل، يتبادلون المعلومات والمساعدة بينهم للحصول على المعلومات الوثائقية، فلمست فيهم روح المحبة والإيثار مما يدل على التسامح والتعاون بين أطياف الشعب العراقي بعيداً عن العرق والدين والمذهب والقومية.
نقاط تؤدي لثقافة المحبة
وأكدت معاونة مديرة المركز الوطني للوثائق السيدة مها فؤاد جاسم في مساهمتها أن المحبة والتسامح في العمل الوظيفي قرار وسلوك واعٍ ومهم ومطلوب في العمل الوظيفي اليومي وفي التعامل بين الموظفين ومرؤوسيهم وبين المواطنين عموماً، إضافة إلى أهمية التجاوز عن الأخطاء والأفعال أو المشاعر السلبية قدر الإمكان، التي تحدث أثناء تفاصيل وروتين العمل الوظيفي اليومي والناتجة عن معوقات وأمور غير مأخوذة بالحسبان أحياناً. وفي الوقت نفسه، هذا لا يعني النسيان بقدر ما يعني التخلص أو التحرر من الكراهية وتحرير القلب من المشاعر المتعبة والسلبية، ليعيش الجميع الحب والتسامح بأفضل صورة.مشيرة إلى أنّ على قادة العمل أو مديري الأقسام والتشكيلات في كل دائرة أو وزارة أن يكونوا قدوة للمتواجدين معهم في محيط العمل حتى يسيروا على خطاهم ويعتمدوا أسلوبهم في تسيير مراحل العمل مع تطوير ما يمكن تطويره مستقبلاً. كذلك على الموظفين الاعتراف بأخطائهم وبعض سلوكياتهم غير المرغوب بها أو التي تسبب بعض المشاكل الوظيفية والمشاعر السلبية، فالاعتراف بالخطأ فضيلة. مضيفة أن الصحيح دائماً في الحياة العامة والوظيفية أن يستفيد الإنسان من أخطاء الماضي ودروسه لوضع أسس صحيحة للمستقبل ومواصلة البناء والتطور وتعزيز ثقافة التسامح الداخلية للمؤسسة أو الدائرة.
وأكدت السيدة مها على بعض النقاط التي ترى أنها تؤدي إلى إقرار ثقافة المحبة والتسامح، ومنها:ـ كن قدوة ونموذجاً إيجابياً في التسامح والتعامل اليومي قولاً وفعلاً.ـ الاعتراف بالخطأ أو المشكلة والاعتذار، خاصة إذا ما تسبب بضرر أو نتيجة سلبية للآخر، لاستعادة الثقة وتعزيزها قدر الإمكان.ـ التواصل البنّاء والحوار المشترك والصادق بين الموظفين ومرؤوسيهم بدلاً من الحكم عليهم بشكل سريع أو من دون معرفة تفاصيل دقيقة.ـ بناء الثقة والتعاون في كل المهام الحالية والمستقبلية، تتولد عنها ذكريات حلوة وإيجابية تعيد بناء الثقة وتعزيزها لتهون كل معوقات العمل ومصاعبه. وهذا ما نلمسه في كثير من الحملات أو المهمات التي تتطلب العمل الجماعي المستمر، خاصة إذا كان يتضمن الثقة والتركيز والانتباه والتسامح وغضّ النظر عن بعض الأمور الممكنة ومراعاة قدرات وقابليات المتواجدين في محيط العمل. وكما قال رسولنا الكريم محمد (ص): "ارحموا تُرحَموا، واغفروا يُغفَر لكم".وختمت كلامها بالقول إنّ المحبة والتسامح في العمل اليومي ثقافة وسلوك مطلوب حتى تُعمر حالات النجاح والإنجازات الضرورية والمطلوبة في عجلة العمل اليومي لا يكدرها نصب أو حقد أو ضغينة، بعيداً عن سفاسف الأمور، ليعيش الجميع الحب والتفاهم بأحلى صورة.
التسامح الوظيفي
من جانبها، أشارت مديرة قسم الوثائق السيدة رشا عصام ناجي إلى أن التسامح الوظيفي ركيزة أساسية في أي مؤسسة تسعى إلى النجاح والاستدامة، فهو ليس مجرد قيمة أخلاقية بل هو استراتيجية عمل تؤثر بشكل مباشر على الإنتاجية في بيئة العمل التي تجمع أفراداً من خلفيات وثقافات وشخصيات مختلفة. وعندما يشعر الموظفون بالأمان النفسي ويدركون أو يعترفون بأخطائهم بل يعتبرونها درساً للتعلم والتحسين المستمر بدلاً من أن تكون سبباً للعقاب واللوم القاسي، فإن ذلك يرفع مستوى الإبداع لديهم واقتراح أفكار ومشاريع جديدة تطور العمل، بل وربما يصبح البعض قدوة حسنة أو نموذجاً لزملائهم.مضيفة أن التسامح يعمل أيضاً على توطيد الثقة المتبادلة وبناء علاقات قوية بين الزملاء والزميلات في العمل، وهذا يقلل من حدة النزاعات والمشاحنات ويؤدي إلى تجاوز المشاعر السلبية. وإضافة إلى ذلك، ينبغي للمدير أن يكون نموذجاً قيادياً في ممارسة الحوار البنّاء والتسامح من خلال الاستماع لجميع الموظفين بلا تمييز، وحل النزاعات والمشاكل بطريقة عادلة.وأنهت كلامها بالقول إنّ التسامح في بيئة العمل أصبح ثقافة مهمة باختيار الموظفين أسلوب العفو والتفاهم المشترك بدلاً من الغضب والانتقام لتحرير أنفسهم من عبء المشاعر السلبية، ما يجعلهم يساهمون في بناء منظومة عمل مستقرة وإيجابية ذات إنتاجية عالية تطور عجلة العمل أكثر فأكثر.
الاحترام والتعاون والعفو
وأوضحت معاونة مديرة قسم الوثائق السيدة أفراح باقر محمد في مساهمتها أن أجمل ما قيل في التعايش السلمي بين البشر هو قول الإمام علي (عليه السلام): "الناس صنفان، إما أخ لك في الدين وإما نظير لك في الخلق. فأعطهم من عفوك وصفحك مثلما تحب أن يعطيك الله من عفوه وصفحه". هذا القول يؤكد وجوب احترام الآخرين على اختلاف دياناتهم والتعامل معهم بالحب والعفو، وهذا هو جوهر التعايش السلمي. قائلة إنها تسير على نهج الإمام علي (عليه السلام) في تعاملها مع زملائها وزميلاتها في العمل في جو يسوده التعاون والمحبة والاحترام.
فوائد التعايش
وذكرت مسؤولة شعبة الفهرسة والتصنيف السيدة مها أسعد في مساهمتها أن مفهوم التعايش هو الإبراز العملي للقيم الإنسانية المشتركة كالتسامح والتراحم وحسن الجوار والتعاون في شتى نواحي الحياة بغضّ النظر عن الخلفيات الثقافية والاجتماعية. وعلى هذا فالتعايش سلوك فكري وعملي يعترف فيه كل جانب بحق الآخر في الحياة والوطن والدين من غير تمييز أو تحيز. وللتعايش الحضاري فوائد وقائية وعلاجية وتنموية للمجتمع، كحماية المجتمع من التوتر والعداء والصراع بين مكوناته، وحماية الذات من الإفراط والمغالاة والعصبية والانحراف النفسي والسلوك في العلاقة مع الآخر، وفتح قنوات الحوار بين أبناء المجتمع.أما في البيئة الوظيفية، فإنه يعزز روح التعاون ويخلق بيئة عمل آمنة ومحفزة للإبداع وتنمية الابتكار لدى الموظفين، والحد من النزاعات والخلافات وتعزيز العدالة والمساواةً.
التعايش تفاهم وتعاون واحترام
وبيّن مسؤول شعبة خزائن الوثائق السيد باسم محمد رسن في مساهمته أن مفهوم التعايش في العمل ينطوي على مفاهيم التفاهم والتعاون والاحترام المتبادل بين الموظفين بغضّ النظر عن اختلافاتهم في الدين والمعتقد والجنس والآراء، بقصد خلق بيئة عمل متماسكة محفزة للمجتمع، مشيراً إلى أن دور المحبة والتعايش يشمل تعزيز قيم المساواة والتسامح والعمل المشترك وتقبل الآخر نحو تحقيق أهداف مشتركة في بيئة عمل تسودها الألفة والتعاون بين الموظفين، من خلال تشجيع الحوار بين الزملاء وتقبل وجهات نظر الآخرين، مما يقلل من احتمالية نشوب الخلافات ويساعد في تعزيز السلام والاستقرار في بناء بيئة آمنة ومستقرةً.