إن المشكلة التي تعاني منه مناطقنا ومحافظاتنا لا تقتصر فقط على تفشي النزاعات العشائرية وفوضى السلاح، وما يسببه ذلك من ترويع للآمنين، بل وبتفشي ظاهرة التنمر تجاه من ليس له عشيرة في المنطقة التي يسكن فيها أو من تسكن عشيرته في منطقة أخرى، لأن الكثير من الناس سكنوا في المناطق التي يسكنون فيها بعد أن تم تعيينهم فيها أو بحثا عن عمل أو طلبا للأمان أو لأي سبب آخر، وهؤلاء لم يعد يجدون الأمان الكافي بعد تصاعد النزاعات العشائرية وانتشار السلاح ، فباتوا أمام أمرين لا ثالث لهما : إما الهجرة بما يعنيه ذلك من ترك المصالح والأعمال والانفصال عن الأصدقاء والمعارف، أو القبول بواقعهم و ما هم عليه من اللا استقرار والشعور بعدم الأمان، فالقضية باتت أكثر تعقيدا لا بل و تنذر بمشاكل كبيرة، وما لم يتم وضع حد للفلتان الذي تعاني منه هذه المناطق، فأن واقعها لن يتغير كثيرا، بل سيكون مرشحا للتصاعد والتفاقم مع مرور الوقت.