هل كان صادقا معي هذا الصغير عندما أجاب على سؤالي لماذا تعمل وانت صغير ، والصغار لا يعرفون الدفاع عن حقوقهم .. أجابني ان والده مريض وهو يسعى لمساعدة أسرته .. ويدرس، ذكرني كلامه بين الشك واليقين بباحث إجتماعي عندنا دفعه فضوله ليتابع شقيقين صغيرين يقضيان النهار حتى منتصف الليل البارد في إحدى تقاطعات شارع في كركوك ، وبعد ايام من المتابعة شاهد أن أباهما يأتي ليرفعهما من الشارع ويذهب بهما الى الدار، عاد الباحث ليسأل الصبيين عن سبب عملهما تحت هجمة البرد وظروف مكان جلوسهما كل ساعات النهار ، كانت إجابتهما صادمة، والدهما مدمن على شرب الخمر ولكي يؤمن ثمن هذا المشروب يوميا جعل من ولديه متسولين جزعت نفساهما عن ألفة أقرانهم افي اللعب والبهجة وحُرما مُكرهين عن تلقي التعليم لأنهما ضحية أب عاق في أبوّته ودينه وإنسانيته ، وبغياب السلطة الرادعة لحالات التشكل الاجتماعي وغياب أدواتها يفقد هؤلاء الاطفال أبسط حقوقهم الانسانية على يد أقرب المقربين لهم.. الأب !!!