23 Mar
23Mar

على خلفية فاجعة العبّارة في الموصل نقلت القنوات التلفزيونية اليوم صوراً لإمرأة عجوز وهي ترمي أرغفة من الخبز إلى نهر دجلة...

إن هذا السلوك الذي قامت بهِ هذه السيدة العجوز لم يأت من فراغ بل هو راسب من رواسب الثقافة العراقية التي تدفع النساء اللاتي يفقدن أبناءهن غرقى في النهر إلى الوقوف على شاطئ النهر ورمي الخبز العراقي إلى وسطه متضرعات إليه أن يترك جثة الغريق لكي تطفوا فوق سطح الماء،ويأخذ الخبز بدلاً عنها.

فالمرأة في هذه الحالة تتوسل إلى النهر وتقايضه أن يفك أسر الغريق مقابل الخبز الحار الملقى إليه،وكأن النهر كائن خرافي لا يشبع من التهام أجساد الشباب والصبية الغضة التي تسقط فيه،ولا يمكن إقناعه بترك جثة الغريق أن تطفوا إلا بعد إطعامه بالخبز..

إن بلداً ولدَ ، ونشأ ، ونما ، وتطور ، واستمرَ في الحياة بفضل المياه العذبة مثل العراق ، تجد أن للماء حيزاً واسعاً وعميقاً في رواسب ثقافته وأساطيره وخرافاته..

محمد السهر



بالفيديو



تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة