تحاول الشعوب المحبة لقيم السلام مراجعة أخطائها ، معترفة بقسوة وسذاجة الاجداد الذي مجدوا الارض والدين والقومية على حساب الانسان ، وأخذت تبتكر مناسبات للاحتفال بمفاهيم التقارب الانساني العابر للهويات والملل ، بينما تطاردنا مفاهيم الانتقام والانتقاص والثأر والفوز مسكونة بكابوس الانتماء القبلي ، تعشعش في نفوسنا رغبة الانتصار على الاخر ، اعلاء وجودنا على وجود الآخر حتى في الحوار فلابد من رفع إشارة النصر مقللين من نشوة التلاقي المعرفي حتى ان ابسط حواراتنا باتت حلبة صراع تفتقر الى الاصغاء الحميمي والحضاري ، نقرا لنبسط سيطرتنا على الآخرين !!
نطالع النصوص لأجل استثمارها في تقزيم المبارز الحواري على طاولة النقاش ، حروبنا تقتحم مطابخنا ومخابئنا وغرف نومنا ،، الإنصات بفنونه العميقة أمسى تراثا يدعو للسخرية !! اعتقد ان أولى بديهيات التسامح هو ترسيخ قيم الحوار التفاعلي الناضج والتدريب على إلاصغاء بكل الجوارح .