منذ اكثر من سنة كنت قد تابعت قصة الطفلة فرح وتألمت لمعاناتها كثيرا واذا بي اليوم اسمع بخبر وفاتها وكأن الحياة لم تكتف بما أعطته لهذه الطفلة من الم وحرمان في حياتها القصيرة التي لم تتذوق فيها طعم الفرح حيث عاشت سنواتها الثمان تذرف دموعا وحسرات على فقدان والديها ومن ثم مرارة العيش مع جدتها وعمها بعد أن أصبحت يتيمة الأبوين، فعاشت معذبة ومهانة بينهم ، وكذلك لم يكتفى القدر بهذا الكم من المعاناة فبذخ عليها بالمزيد لينهي حياتها ومعاناتها إلى الأبد.
رحلت الطفلة فرح وكل ذنبها إنها خلقت بمجتمع ووسط كل منهم يريد أن ينهش منها جزء فلم تجد من يسمعها ويحن عليها سوى الاعلامي علي عذاب الذي يعرفه كل حليم لا تنطلي عليه أساليبه المخادعة وتعبيرات وجهه التي يجتهد بها لتظهر بمظهر من يمتلك الإنسانية وهو بحقيقته بعيدا كل البعد عن آلام ودموع وقهر وحاجة الفقراء، والأدهى من هذا هو الاستغلال الأخير لليوتيوبرز بعد أن استغلوا موتها للحصول على بضع من اللايكات والمشاركات لتصعد قنواتهم ويكسبوا النقود من خلالها.
ماتت فرح الجميلة التي لم تلمس معاني أسمها يوما ولم تتذوق طعمه بعد أن سقط جدار البيت على رأسها وهشمه وربما كان موتها مدبرا ولم يكن قضاءً وقدرا.