جمعتنا جلسة خاصة، نحن مجموعة من الاصدقاء، وجاء اثناء حديثنا كلام عابر، على لسان احد الاصدقاء، عن امرأة تمارس الرذيلة في العلن، ولا تخجل من ان يصفها احد امام الناس بأوصاف غير لائقة .. فقال احدنا؛ ألا ترون ان هذه المرأة شجاعة، لأنها لاتخجل مما تسمعه من الناس عن فعل تقوم به بإرادتها؟! .. لقد كان وصف الصديق صادما، لأن الشجاعة قيمة عليا لاتتوافق مع التباهي بالإبتذال الذي يحتاج صاحبه الى شجاعة للتخلي عنه، بعد ان يعلن امام الآخرين وبشجاعة حقيقية هذه المرة، انه كان على خطأ وقرر التحرر من تلك الرذيلة، وليس في التباهي بها، لان هذا يدخل في باب الصفاقة والخواء الأخلاقي .. للأسف، البعض اليوم يطلق صفة (شجاع) على (المسؤول) او (السياسي) الذي يطلق من خلال وسائل الاعلام، اعترافات بانه سارق وفاسد بعد ان يغلّف كلامه بعبارة نحن جميعا شاركنا بسرقة المال العام، او تقاسمنا الكعكة .. الخ .. وكإنه متفضل علينا بهذا الاعتراف، مستثمرا فوضى الاعلام وغياب الرادع القانوني الذي يجب ان يستوقفه ليتحقق من دقة قوله، وما اكثر ما قيل بهذا الصدد .. نحن نرى ان هذه الطروحات تمثل اخطر انواع النفاق الذي يهدد قيم المجتمع ويدمرها.
ــــــــــــــــــــ
الرسم المرافق مع المنشور .. من الفيوضات الابداعية للكبير خضير الحميري ..