09 Dec
09Dec

اطلت علينا الفنانة ابتهاج بلوري بلوحتها التشكيلية (اكتوبر 2020) مضيفة عملا متالقا آخر لسلسلة اعمالها الفنية.

هذه اللوحه تحمل ملامح الجمال الفني مبلورة افكاراً عميقة في رؤية الاشراقة المستقبلية. يبدو أن بلوري تسرح في فضائها الفني موسمة اللوحة ( الأخوات The Sisters)، ومن الممكن ان هذه المجموعة من الاخوات تعود للعائلة نفسها . لكن بلوري استخدمهت لتشير الى مجتمع المرأة العراقية المتآخي. وكإن ريشة بلوري تحاول ان تعكس من هذا التجمع للاخوات الست الوعي الاجتماعي للمراة العراقية في خضم المتناقضات التي تعصف بالمجتمع حاليًا. 

ستة وجًوه لنساء تزين اللوحة ، كل منهن تنظر بتمعن بإتجاه يختلف عن الأخريات. كلهن ينظرن بحذر وترقب عما يضمره المستقبل القريب. هكذا ترى الفنانه بلوري ما يدور في ذهن المرأة العراقية. والأصح  هذه هي خلجات بلوري في نظرتها للمرأة العراقية في هذه المرحلة. 

ولكن لماذا أطرت بلوري لوحتها هذه ببساتين النخيل ؟ 

ببساطة، النخلة هي ايقونة حضارة الرافدين العريقة ، هذه الحضارة التي لعبت فيها المرأة العراقية دورا اساسا في بنائها وتطورها. النخلة هي الرمز في هذه اللوحة ، والمرأة هي محور موضوع العمل الفني. وكإن بلوري تتحدى جمهورها بحل اللغز بين الرمز ومحور الموضوع. النخلة شجره معطاة لثمرها، ولودة بفسائلها، تتحمل الاجواء القاسية وحتى انها تعطي قلبها الناصع البياض ليتذوق الآخرون (الجمار). هكذا ترى بلوري دور المرأة في المجتمع العراقي. 

مجموعة النساء يتشابهن في الملامح الرئيسة ، عيون واسعة ذات نظرات ثاقبة ، جبهات عريضة تدل على التعقل وعمق التفكير. بالاضافة الى شفاه حمراء داكنة تستقطب الانتباه. الابتسامة غائبة عن هذه الشفاه وكأنها تترقب مستقبلا ضبابيا غير معلوم الملامح. النساء الست يتحدن بالترقب، وكإن بلوري تقول لنا إن المرأة العراقية تنتمي الى قوميات مختلفة ، اديان مختلفة ، آراء اجتماعية مختلفة ، لكنها متوحده بالترقب والتطلع للمستقبل. 

وفي اشارات جمالية اخرى في اللوحة ،  تطمئننا بلوري بحنان المرأة العراقيه وقلبها المسالم. هذا ما ترمز له الحمامات القريبة من قلبي الإمرأتين في يسار واسفل اللوحة . تعبير جمالي سلمي يصرخ بوجه العنف المؤقت الذي يسود المجتمع حاليا وكأن المرأة تعدنا بانها ستغذي الاجيال بالسلام والوئام مهما اختلفت فئاتهم.  

في اعلى يسار اللوحة هنالك هلال يبدو وكانه يقترب ، دليل على تفاؤل ابتهاج بإطلالة مستقبل مبهج قريبا.

ومرة اخرى هذا الهلال مليء بطيور الحمام رمز صارخ للسلام والوئام.

لقد نجحت الفنانة ابتهاج بلوري في هذا العمل الفني في أن تجسد دلالات لرؤيتها في موضوعة المرأة والمجتمع حاليا في العراق واضافت ريشتها لمسات فنية تفاؤلية . 

نتطلع الى أعمال تشكيلية رائعه من فنانتنا ابتهاج بلوري ونتمنى لها التألق في نتاجها المستقبلي. 



تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة