23 Sep
23Sep

مشرقات/ خاص:

نوفل أبو رغيف الشاعر الثالث بعد منتهى عمران وفاضل عزيز فرمان الذي تحدث في مجموعته هذه عن  الموضوعات ذاتها- وإن يكن جزءًا منها- التي تحدث عنها الشاعران المحترمان،فنراه يفتتح مجموعته بنص  يتحدث فيه عن الحرب وكأنها جزء من حياة العراق  وشعبه إذ اعتادها الشاعر كما اعتدناها نحن لا تذر ولا  تبقي شيئاً، لكن الشاعر قادر على أن ينتصر على هذا كله بواسطة عباءة أمه كما قال إذ أنه يرى فيها ملجأً  ينجيه.  

ومع كل هذا الألم تبقى للشاعر نظرة أمل في اشراقة  شمس العراق وانجلاء الظلام الذي حل به كونه يبقى  شامخاً لا ينحني، وقد أصر الشاعر على موقفه هذا حتى إنه تحدث فيه بأكثر من نص في المجموعة ذاتها.  

ومن العراق الجريح إلى القدس المحتلة  يعبر الشاعر عن حزنه ويأسف لما حل بها إلا إنه يرجو لها ذات النصر  الذي رجاه للعراق.  

ومن أم مقدسة غالية ووطن أغلى إلى معشوقة تتغلى وتبتعد ليعاتبها معشوقها قائلاً:

"سينتبه المستحيل

ويصحو

 ليعلم ان المسافة

 جدب

 وملح

 وأني ماء 

وأنكِ قمح"

 أي أنه لا استحالة في وجودنا معاً إذ أننا خلقنا لنحب و نكمل بعضنا كما الماء والملح.  

ثم يكرر الشاعر صورة لا أود الوقوف عندها كثيراً حتى  لا يكون في كتاباتي شيء واضح من التكرار وخالٍ من السرديات الجديدة كون الشاعر فاضل عزيز فرمان  تحدث عن الوحدة ووجعها في نصين له ضمن مجموعته (عزف منفرد على وتر الأربعين)وها أنا أقرأ الفكرة ذاتها عند أبو رغيف في نصه غمامة الذي قال فيه:'٢' 

"مرّ الزمان على جدار جراحه 

ورآهُ ليلاً مائلاً فأقامه 

ويقيم خلف جداره مستسلماً

 والحزن يسهر،  

حارساً أحلامه

 لا غير آلهة الكلام تزورهُ

 وتلف بالهمس القديم.. منامه" 

وأخيراً..نقف لقراءة برقية وصلتنا من الشاعر أبو رغيف  لنتأمل مافيها ونصحو لأنفسنا كونها تحمل لنا نصيحة  ثمينة بمنعنا عن تأجيل الأشياء إلى أن يفوت أوانها فإن أيامنا إعتادت ذلك، لذا علينا أن ننقذ أنفسنا ونهم بأمرنا علنا ننتفع من الوقت قبل أن يقتص من أعمارنا.  

ولعل القارئ لا يعثر على شيء جديد في المجاميع والمقالات الثلاث إلا إن مايمكن التماسه والعثور عليه هي الواقعية التي انغمست بها هذه المدونات كون القارئ  يبحث عمن يدون ويناقش ويبحث فيما يعانيه ونحن نشاهد ونسمع في كثير من الأحيان حينما يقرأ أحدهم عبارة أو قصيدة تجده قائلاً:كأنها كتبت من أجلي!  وما قوله إلاّ حق وصدق حيث أن الأدب وجد من أجل تثقيف الإنسان والتعبير عما في داخله، وماالأديب إلاّ مسؤول عن نقل مافي الخوالج بطريقة جمالية يسودها السهل الممتنع لتصل إلى عامة الناس وتشعرهم أن هناك  من يكترث لأمورهم.

ـــــــــــــــــــــــــ

رابط مختصر للمقال

https://2u.pw/q8Unf

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.
تم عمل هذا الموقع بواسطة