خمسون رأسا . . اجل !! / عبد الجبار العتابي

خمسون رأسا لخمسين اسماً لخمسين قلباً ولهفة وشهقة
اقتطفت .. لأنها رؤوس ايزيدية
خمسون ايزيدية ، ما بين سيدة وآنسة وجدة وطفلة
توقفت الخناجر الغادرة امامها مترعة بالحقد
وراحت تلصف بالقسوة الطاعنة بالكراهية
ايتها الايزيديات .. الجثث والرؤوس والشفاه المرتجفة العطشى
هل تذكرن كيف كان اجتماعكن لحظة الذبح الغاشم ؟
هل كنتن على شكل دائرة ام صفا واحدة ؟
من منكن رأت الأخرى المذبوحة اولا
من كانت الاولى ومن كانت الاخيرة ؟
سيدة / امّ ، ام انسة غضة ام طفلة من دون دمية
ماذا قالت عيونكن ؟وهل تطاير الدم من انفاسكن
هل شهقتن ؟ وتصارختن وتساقطتن تباعا من اهوال المشهد
ماذا قلتن لاولئك الوحوش الضارية باللحى القذرة
انني اراهم : الجرابيع نفخت اوداجها
والخنازير النتنة تكثفت نتانتها
كانوا بالعشرات وانتن خمسون رأسا برقاب مشرئبة
ايتها السيدات والانسات والطفلات ..
ايتها الجدات والامهات والاخوات والبنات ..
العزاءات كلها تموت على ما ساح منكن من دم
المروءات تنحني..لكنّ، لانكنّ تحملن اسم (السبايا)
اعرف ان الدموع لا حقوق لها في اللحظة تلك
ولا التوسلات والرجاءات ،لانكن ازاء قذارات
والقذارات لا تعرف الصفح ولا المروءة ولا الشهامة