مجلة سماء الأمير ـ خاص:
رغم أن كوريا الجنوبية لديها شركات متخصصة عملاقة في الصناعة مثل سامسونج وهيونداي وإل جي، إلا أن لها جانباً آخر تهتم به وهو المنتوج الثقافي، وقد بلغ واردات كوريا الجنوبية من المنتوج الثقافي في الفترة الآخيرة خمسة مليارات دولار كما في كتاب "ولادة المنتوج الكوري الظريف" للكاتبة الأميركية من أصل كوري يوني هونگ. فقد قامت كوريا بتسويق ثقافتها الموسيقية "أغنية جانجام ستايل" وما تبعتها من موجة موسيقية شبابية عارمة ويكفي أن نعلم أن عدد مشاهدي هذه الأغنية على اليوتيوب هو أكثر من ثلث سكان الأرض (تقريباً ثلاثة مليارات مشاهد)! كما أن كوريا أصبحت تنتج مسلسلات تلفزيونية حالها حال تركيا والمكسيك، ومؤخراً قامت بتصدير ثقافتها الغذائية على شكل مطاعم ومأكولات غزت العالم بنكهتها الكورية. أين نحن من صناعة المنتوج الثقافي وتصديره ؟ فقد سبقتنا دول كثيرة في ذلك ، حتى سوريا دخلت في هذه الصناعة بتصدير المسلسلات السورية وحتى تصدير الممثلين السوريين، ونحن في العراق لدينا خامة واسعة لصناعة المنتوج الثقافي وتصديره، من التنوع الموسيقي الفريد والمتمثل في المقام العراقي والطور الريفي والجبلي والصحراوي، وكذلك هذا التنوع الكبير في الطعام العراقي والنكهة العراقية المرغوبة في دول عديدة مثل الكباب والدولمة وحتى الباجة العراقية الفريدة! ثم هذا التنوع الثقافي والغنى الثقافي في الشعر في العراق والقصة لكننا لم نكن جيدين في تسويق منتوجنا الثقافي بسبب ضعف الإعلام وعدم الثقة في قبول المنتوج الثقافي العراقي. نحتاج إلى جهة متخصصة في إعداد دراسة عن فرص استثمار المنتوج الثقافي العراقي وإنشاء صناعة المنتوج الثقافي لجعله مجالاً لدعم الاقتصاد العراقي والذي هو الآن حبيس الصناعة النفطية فقط. فالتنمية المجتمعية الشاملة تنظر لاستثمار وإدارة كل مصادر المجتمع لخلق مجتمع متوازن يشعر فيه الجميع بالمسؤولية في بنائه والحرص على دوره في ذلك المجتمع.
*برهان المفتي مختص في الإدارة المستدامة
Burhan